الاثنين، 15 مارس 2010

المشكلة السكانية في اليمن


المشكلة السكانية في اليمن
الباحث /عمرو بن معديكرب حسين الهمداني
المقدمة:-
إن أهمية معرفتنا بالمشكلات السكانية في اليمن تفدينا في معرفة وضع حلول موضوعية لهذه المشكلات وذلك من اجل الوصول ببلادنا إلى النهضة والتقدم وتوفير الرخاء والرفاهية لسكان اليمن.
وهنا يُطرح علينا تساؤل حول ما هي أسباب المشكلة السكانية في اليمن وما طُرق حلها؟
وعلية فقد قمت في هذا البحث بدراسة الموضوع والإجابة على هذا التساؤل كالنحو التالي :-
أولا:-الوضع السكاني في اليمن
1) عدد السكان في اليمن وتغيره
2) التوزيع النوعي للسكان
3) الخصوبة والنمو السكاني
4) بعض الخصائص العامة للسكان في اليمن
ثانياً:-مشكلات النمو السكاني المرتفع في الجمهورية اليمنية
1) السكان ومشكلة الغذاء
2) السكان والخدمات العامة.
أولا :-الوضع السكاني في اليمن[1]
1) عدد سكان اليمن وتغيره:- تتميز اليمن بنمط سكاني مُتسارع النمو ويترافق هذا النمو بمشكلات سكانية عديدة صحية واقتصادية واجتماعية تؤثر على نوعية حياة أفراد المجتمع وتطورهم وليس هناك تقارب بين النمو السكاني والنمو الاقتصادي .ومن خلال التعداد والاحتمالات نرى أن السكان يتضاعفون كل 19سنة فبعد أن كانوا 15.7مليون عام 1994م سيصيرون بعد 19سنة أي عام 2013م 31.6 مليون .ويعني ذلك أن كل الإمكانيات يجب أن تتضاعف لتوفير احتياجات السكان.
2) التوزيع النوعي للسكان:- تتميز اليمن بهرم سكاني نمطي للعالم الثالث حيث تكون القاعدة اعرض بكثير من القمة ونلاحظ أن الفئة العمرية الكبرى هي التي تقل عن عمر 15 سنة تمثل 50.28% من السكان أي أن اغلبيه السكان صغار السن بعكس الدول المتقدمة …وهذا الوضع يتطلب تطلباً مختلف يركز على احتياجات الفئة الأكثر والتي هي هنا الأطفال وهي احتياجات عالية أي أن الفئة القادرة على العمل والإنتاج اقل من الفئة التي تعيش عالة عليها (الأطفال وكبار السن)وهذا يزيد عبئ الإعالة على الفئة المنتجة .
3) الخصوبة والنمو السكاني :- معدل الخصوبة هو معدل عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة خلال عمرها الإنجابي (15-49سنة)فان كانت الخصوبة اثنين فيعني ذلك أن السكان لا يزيدون ولا ينقصون أي يبقى عددهم ثابت وكلما نقص عن اثنين فان عدد السكان يتناقصون وإذا زاد عن ذلك ارتفع النمو السكاني وفي اليمن فان معدل الخصوبة الكلية عالي فهو 6.7وفق المسح الديموغرافي 1997م .وأسباب ذلك :-
1-الزواج والإنجاب في السن المبكرة واستمراره حتى سن متأخر.
2-عدم المباعدة المناسبة بين الولادة .
3-تدني المعرفة والاستخدام الوسائل تنظيم الأسرة.
وبسبب الخصوبة العالية سنجد أن معدل النمو السكاني عالي أيضا فهو حالياً3.7%في السنة أي أن كل ألف شخص يزيد عددهم بـ37شخص في السنة وهذا المعدل يعني أن السكان يتضاعفون كل 19سنة.
4)بعض الخصائص العامة للسكان في اليمن:-
1-التوزيع العُمري:-كما سبق فان أعداد الفئات العمرية الصغيرة اقل من 15سنة عالية مقارنة بالفئات الأخرى حيثمعدل الخصوبة عالية ومتوسط العمر منخفض
2-التوزيع الجغرافي :-نسبة السكان الحضر (المدن)في اليمن هو 23.7%من عدد السكان والنسبة الباقية سكان ريف أي 76.53%وهكذا نجد أن غالبية السكان يعيشون في الريف ومهنتهم الأساسية هي الزراعة والرعي .وفي المدن تتركز الخدمات والتجارة والصناعة وهذا التوزيع يفترض أن توجد الكثير من الإمكانيات للنسبة الكبيرة من السكان الذين هم في الريف إلا إن هناك صعوبات تحول دون ذلك فالتجمعات السكانية بسيطة وموزعه على مناطق متباعدة وبسبب ذلك فان هناك هجرة الريف إلى المدينة يُزيد الضغط على خدمات هذه المدن من الأطفال وكبار السن.
3-التعليم:- نسبة الأمية في اليمن عالية فهي 55.84%على مستوى البلد ولكنها 34.12%في الحضر و 63.30%في الريف وهي عالية بين النساء 72.2%وبين الرجال 36.53%وهذه المؤشرات تعكس نفسها على حياة السكان ونمط المعيشة.
4-العمل:-الأغلبية من السكان يعملون في ألزراعه 53.39%والباقي في الخدمات والتجارة والصناعة وتبلغنسبة البطالة أكثر من 30%مازالت الخدمات قاصرة على الإيفاء بحاجة السكان سواء في التعليم أو الصحة أو المياه أو الكهرباء وغيرة .وهكذا سنجد أن النمو السكاني والخصوبة يجب إن يتناسب مع الإمكانيات المتاحة لتحسين نوعية الحياة من خلال خلق توازن بين الإمكانيات المتاحة والنمو السكاني وتخفيض الخصوبة من خلال وسائل مختلفة منها زيادة تعليم الفتيات وممارسة تنظيم الأسرة.
ثانياً:-مشكلات النمو السكاني المرتفع في الجمهورية اليمنية[2] :-
1) السكان ومشكلة الغذاء :-تحتاج موارد الغذاء إلى مزيد من الاهتمام بها والعمل على تنميتها وذلك للوصول إلى الأمن الغذائي ويتم ذلك عن طريق ما يأتي :-
1-زيادة الإنتاجية في المحاصيل الزراعية عن طريق توفير مستلزمات الإنتاج من بذور والآلات وغيرها…
2-تطوير الإنتاج الحيواني من حيث توفر الرعاية البيطرية للحيوانات وتحسين السلالات…
3-زيادة إنتاج الأسماك بإتباع الأساليب الحديثة للصيد…
4-توفير العمالة المدربة وتحسين الأحوال المعيشية للعاملين بالزراعة.
5-توفير الحوافز للإنتاج الزراعي وتركيز الاستثمار في القطاع الزراعي.
6-تطوير التصنيع الغذائي إذ أنه من العناصر الهامة في تحقيق الأمن الغذائي
7-العمل على التخلص التدريجي من زراعة شجرة القات والعودة إلى نشر السدود في كل مناطق اليمن.
2) السكان والخدمات العامة :-تتمثل مشكلات السكان من خلال نقص الخدمات العامة وهي كالتالي :-
1-مشكلة المياه –تتمثل في عدم توفير مشاريع المياه إلى البيوت خاصة في الريف.
2-مشكلة الصرف الصحي-تحتاج إلى تخطيط وتكاليف مادية كثيرة لإنشائها كما أنها ضرورية بالنسبة لحياة الفرد والمجتمع في المدنية كوقاية من انتشار الأوبئة والإمراض وتلوث البيئة.
3-مشكلة الكهرباء-تعاني المدن اليمنية كثيرا من ضعف وانقطاع التيار الكهربائي الذي يتسبب في كثير من الإشكالات اليومية على مستوى الفرد والأسرة في المدن.
4-مشكلة التعليم-رغم انتشار مدارس التعليم الأساسي في الحضر والريف إلا أن معدل الالتحاق قليل 55%من الجنسين وكلما ارتفعت نسب الأمية انخفضت معدلات الالتحاق وهذا يدل على أن المجتمع كلما كان متعلماً وانخفضت نسب الأمية بين أبنائه ازداد وعيه بأهمية التعليم وانعكس ذلك على توجيه أبنائه إلى المدارس وإلحاقهم بالتعليم والعكس صحيح.
5- مشكلة الخدمات الصحية –الخدمات الصحية لا تساير تطور الزيادة السكاني وبالتالي تزداد خطورة النقص في هذه الخدمة وغيرها من الخدمات على الفرد والأسرة والمجتمع على حد سواء.
الخاتمة :-
يتبين لنا أن المشكلة السكانية في اليمن قد تباينت فأسباب تعود إلى عدد السكان وتأثيره على الموارد الاقتصادية وعلى مستوى الحياة للسكان وأخرى تضغط فيها الموارد الاقتصادية ولا سيما المالية منها على السكان إلا أنني انحاز إلى أن الإجابة على السؤال المطروح بأن السكان نتيجة وليس سببا للعوامل الاقتصادية والاجتماعية وبتعبير أخر أن السكان هو المتغير التابع بينما العوامل الأخرى هي المتغير المستقلة وهذا ما ذهب إلية التيار المتفائل وما أكده الدكتور منصور الراوي حيث أن المشكلة من وجهة نظر هذا التيار تكمن في الأمور الأساسية الآتية:
1. نقص وسوء استغلال الموارد الاقتصادية ,المادية منها والبشرية .
2. سوء توزيع ملكية هذه الموارد وسوء توزيع الإنتاج بالتبعية.
3. سوء أنظمة الإنتاج وسيادة علاقات الاستغلال سواء على مستوى الدولة الواحدة أو على المستوى العالمي بين الدول المختلفة.[3]
وارى ضرورة إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلات الرئيسية حتى نحل المشكلات الأخرى الثانوية ويكون بدايةً بإيجاد إدارة منظمة ترعى حقوق الأفراد بصدق وأمانة بعيدا عن المحسوبيات وحب الذات وتقاسم السلطة والموارد,وبعبارة أخرى (عناية الجميع بخير كل فرد ,وعناية الفرد بخير الجميع)[4],أو كما قال رسول الله صلى الله علية وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"رواة البخاري) إضافة إلى الحلول التالية :-
1. جعل التعليم الأساسي إجباري والقضاء على الأمية وخاصة في أوساط الإناث.
2.استئصال الفقر بين السكان وانتهاج سياسة تنموية تقضي على البطالة وترفع مستوى الدخول .
3. تقليل الفوارق بين الريف والحضر بالنسبة لتوفير الخدمات فيهما.
4. نشر خدمات الصحة الأولية بين غالبية السكان وتخفيض معدل وفيات الأطفال إلى المستويات العالمية.
5. نشر الوعي بين الجمهور عبر مختلف الوسائل المتاحة سواء بالقانون والحقوق وغيرة.
6. تقديم خدمات تنظيم الأسرة وتسهيل وسائل الحصول عليها لأكبر شريحة سكانية ممكنة بأسعار رمزية ,إذا تعذر تقديمها مجاناً.
7. مساعدة المرأة على الخوض في مجال العمل وتشجيعها وتذليل الصعاب ما أمكن ذلك.
8. الاهتمام بموارد الغذاء سواء الزراعية منها أو الحيوانية والسمكية .
9. الحد من استهلاك القات وزراعته.

والله ولي الهداية والتوفيق,,,

[1] الصحة الإنجابية , ا/ لطيفة علي الثلايا ص14
[2] سكان الجمهورية اليمنية ديموغرافياً وجغرافياً , د . محمد علي عثمان ,ص 131
[3] سكان الوطن العربي , الدكتور منصور الراوي, ص39
[4] علوم الاجتماع ,صادر عن الحزب الشيوعي ,ترجمة دار التقدم .موسكو ص

ليست هناك تعليقات: