الفقر في اليمن
الباحث /عمرو معديكرب حسين الهمداني
يعد الفقر من أكثر وابرز المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها المجتمع اليمني اليوم بل هو يشكل التحدي الأكبر للمجتمع في مسيرته التنموية .وواقع الفقر في اليمن قد عكسته الكثير من الدراسات حيث نجد في مسح ميزانية الأسرة لعام 1998م أن حوالي 17.6%من سكان اليمن يعيشون تحت خط فقر الغذاء و41.8%نسبة السكان الذين لا يتمكنون من الحصول على كامل احتياجاتهم الغذائية وغير الغذائية .وتعكس هذه النسب خطورة أوضاع ومعيشة حوالي 9.6مليون مواطن يعانون من الفقر وأبعاده المختلفة .
تعريف ومفهوم الفقر :-هو"الحرمان من الاستهلاك والسلع والخدمات والحرمان من الاختيار والمشاركة ويمتد قياسه ليشمل جوانب التعليم والصحة والمشاركة السياسية والتمتع بالحقوق"حسب ما أشار إلية تقرير التنمية التنموية في اليمن 1998م
خصــــــائصـــــــه :-
1. يأخذ الفقر في اليمن طابعا ريفيا إذ يحتضن الريف حوالي 83% من الفقر و 78%من الذين يعانون من فقر الغذاء .
2. ترتفع نسبة الفقر إلى 45%بين سكان الريف مقابل 30.8%للسكان في الحضر .
3. توسع فجوة الفقر واشتداد صدوته في الريف مقارنة بالحضر
4. يتوزع بصورة غير متساوية في المحافظات حيث يتركز حوالي نصف الفقراء في أربع محافظات هي :-تعز التي بها 18.7%من إجمالي الفقراء واب التي بها 16.2% ومحافظة صنعاء 11.9% والحديدة 10.2%.,وأعلى نسب الفقر في محافظة تعز بنسبة 56% ثم اب 55%فابين53%ثم لحج 52%وتنخفض في عدن 30% وصعده 27%وأمانة العاصمة 23% وتصل أدناها في البيضاء بنسبة 15% من سكان المحافظة
5. يوجد علاقة بين حجم الأسرة والفقر إذ يتضح من ارتفاع متوسط حجم الأسرة الفقيرة إلى 8.5 أفراد مقابل 7.1افراد كمتوسط عام للسكان ككل .
6. يرتفع متوسط الأسرة الفقيرة إلى 9.2 أفراد في الحضر مقارنة ب 8 أفراد في الريف.
7. يرتفع معدل الإعالة في الأسرة الفقيرة إلى 185 مقابل 111 للأسر الأفضل حالا
أسبـــــابــــــة :-
اتساع مساحة اللامساواه والتفاوت التي تتجلى صورة في
1. تدني مستويات الدخل
2. انخفاض إنتاجية العامل
3. التعطل الموسمي
العلاقة بين الفقر والنوع الاجتماعي (المرأة) :-
إذا سلمنا بان الفقر من أعصى المشاكل التي يواجهها مجتمعنا اليوم وان وقعة مؤلم على الرجل والمراه فإننا نسلم بان وقعة أقوى على المرأة خاصة إذا ما ربطنا بين الفقر وخصائص المرأة أو بين الفقر وبين الفقر ومسائل النوع الاجتماعي حتى انه يشاع في الكتابات والأدبيات ما يعرف بتأنيث الفقر وهو مصطلح يشار به إلى تسرب العوز والحاجة عند النساء أكثر وتغلغله في جميع نواحي حياتهم المعيشية ,فهو عوز في الحاجات في الصحة ,في التعليم,في الدخل ,…الخ.
*مفهوم الفقر :-حسب ما أشار إلية تقرير التنمية التنموية في اليمن 1998م "فان الفقر لا يقتصر على الحرمان من الاستهلاك والسلع والخدمات والحرمان من الاختيار والمشاركة ويمتد قياسه ليشمل جوانب التعليم والصحة والمشاركة السياسية والتمتع بالحقوق"
*المرأة في معظم هذه الجوانب نجدها متخلفة هذا بالإضافة إلى الملاحظات التالية
1. إن الظلم الاجتماعي عادة يقع على المرأة أكثر من الرجل ,أي ظلم العادات والتقاليد عندما تحرم المرأة أحيانا بحجة العادات والتقاليد من الميراث أو تملك الأصول الثابتة التي شرعها لها الدين وبالتالي فان الرجل يزداد ثروة وغنا وهي تزداد فقر وعناء.
2. إن حرمان الفتاة من التعليم وزجها في المسئوليات العائلية مبكرا بالزواج المبكر والإنجاب المبكر يؤثر على حصولها الكافي من التعليم والتدريب وبالتالي يقلل من فرص عملها ومشاركتها.
3. إن فرص الحراك المهني عند الذكور أعلى منها عند الإناث.
*أوجه مكافحة الفقر عند المرأة وتمكينها اقتصاديا :-يتم ذلك ألان عبر إنشاء مؤسسات ومشاريع تساهم في دعم المرأة من النواحي التالية:-
1. برامج محو الأمية
2. التدريب والتأهيل
3. دعم المرأة في مجال المشروعات الصغيرة
4. برامج القروض الصغيرة
5. الأخذ بيد المرأة لتصبح صاحبة مشاريع خاصة ولو صغيرة أو بالغة الصغر
6. جعل المرأة شريك جيد في عملية التنمية
علاقة الفقر بنظريات علم السكان:-
أولا علاقته بالتيار المتشائم :-
1) علاقته بنظرية مالثس الكلاسيكية:-
1. حيث قرر مالثس أن النمو السكاني من نتائجه أن يزيد الفقر خلال السنوات القليلة القادمة.
2.قال إن الفقير الذي يتزوج ينجب أطفال وان الفقير لا يستجيب إلى العقل وإنما إلى الغريزة وانه يذهب للبحث عن صدقات وهبات ولا يوجه اللوم إلينا فقط وإنما يوجه إلى الفقير أيضا.
2)علاقته بنظرية مالثس الفرنسية :-أنهم روجوا لأفكارهم بين الأوساط النقابية البرجوازية الصغيرة بعكس البريطانية.وهذا ما جعلها واسعة الانتشار وان الفقراء تقبلوها أكثر من الأغنياء وان من أهداف الثورة الفرنسية هو المحافظة على مصالح الفقراء
3)علاقتها بنظرية مالثس الحديثة:-انه في المرحلة الرابعة "بانتهاء الحرب الباردة وتحول العالم إلى نظام القطب الواحد وإحكام الراسماليه قبضتها على العالم انتقلت المالثوسيه إلى مرحله جديدة تميزت بتشديد قبضة الراسماليه على اقتصاديات الدول النامية محاولة دمجها في النظام الاقتصادي العالمي مستغله غياب المعسكر الاشتراكي وتراجع حركات التحرر الوطني ورموزها التاريخيين وأخرهم عبد الناصر فخلت الساحة أمام المالثوسيين وأصبحت سياسة تحديد النسل تمثل احد الشروط المرتبطة بتقديم المساعدات المالية للبلدان النامية إلى جانب الشروط ألاقتصاديه المعروفة وتمثل كذلك الحل الجذري لمشكلة التخلف الاقتصادي والاجتماعي وبذلك أصبحت المسالة السكانية تمثل جزء لا يتجزأ من ظاهرة "العولمة" التي سعت الدول الراسماليه إلى فرضها على الدول النامية مستغله تبعيتها المالية المتمثلة بالدول الخارجية وأعباء خدمتها وأصبحت هذه الدول عاجزة عن تسديدها والوفاء بالتزاماتها..
3)علاقتها بنظرية "الهيمنة ":- عكست هذه النظرية أثار سلبيه على المسالة السكانية للدول النامية .وأثارها كالتالي:
1. التعارض بين العوامل ألاقتصاديه والعوامل الغير ألاقتصاديه في تحديد السلوك الديموغرافي على مختلف المستويات فرغم تطورها الاقتصادي إلا إنها ما تزال تتأرجح بين القيم الجديدة(ألاقتصاديه) والقيم القديمة (الغير اقتصاديه) ضمن مرحله انتقاليه هي التي تفصل بين التخلف والتنمية.
2. التحرر السياسي مع بقاء الاقتصاد تابعا إلى الراسماليه العالمية في إطار نظام عالمي لتقسيم العمل ولقد استغلت الامبريالية العالمية هذا الواقع لفرض سياستها المالثوسيه الجديدة بصدد العلاقة بين السكان والاقتصاد.
3. إنهاء علاقات الإنتاج الاقطاعيه وشبه الاقطاعيه لقد ساعد ذلك على إنهاء علاقات الهيمنة المطلقة من دون أن يرافق ذلك حدوث تطورات جديه لعلاقات إنتاج بديله تساعد على التحرر من التبعية والهيمنة
4. على الرغم من استكمال مرحلة التحرر (السياسي) للدول النامية غير أن ذلك لم يمنع من استمرار التهديدات الخارجية السياسية والاقتصادية والامنيه ضد هذه البلدان
5. محدودية التقدم العلمي والثقافي والتكنولوجي واستمرار تفشي ألاميه وتدهور الشروط المادية والاجتماعية للمرأة
هكذا فان الامبريالية العالمية تكون قد استغلت نظرية الهيمنة لتتخذها مبررا لتدخلها في الشئون الداخلية للدول النامية بما في ذلك السياسة السكانية ,فبعد أن استكملت مرحلة "محاربة الموت " تسعى الآن إلى "محاربة الحياة"
ثانيا :- علاقته بالتيار المتفائل :-يؤكد هذا التيار بمختلف مدارسه أن المشاكل ألاقتصاديه والاجتماعية التي تعاني منها مجتمعاتنا لا تعزى إلى العوامل الديموغرافية فحسب بل إلى عوامل أخرى .فحين ترى المالثوسيه القديمه والجديدة أن السكان هو السبب في الأوضاع ألاقتصاديه والاجتماعية المتدهورة ,يرى التيار المتفائل العكس في أن هذه الأوضاع هي السبب في المشاكل الديموغرافيه التي تسبق حجما ونموا وكثافة وزمنا الإنتاج . فالسكان يعد في علاقته بالإنتاج المتغير التابع في حين يعد الإنتاج المتغير المستقل ,والأخير يؤثر ايجابيا أو سلبيا في السكان وليس العكس.
إن المشكلة من وجهة نظر هذا التيار تكمن في الأمور الأساسية التالية:
1. نقص وسوء استغلال الموارد ألاقتصاديه,والمادية منها والبشرية.
2. سوء توزيع ملكية هذه الموارد وسوء توزيع الإنتاج بالتبعية.
3. سوء أنظمة الإنتاج وسيادة علاقات الاستغلال سواء على مستوى الدولة الواحدة أو على المستوى العالمي بين الدول المختلفة.
1)علاقته بالمدرسة الاشتراكية :-
- ربط ماركس ظهور المشكلة السكانية بمرحلة من مراحل تطور النظام الرأسمالي وهي الرأسمالية الصناعية
- وأكد أن قانون السكان في ظل هذه المرحلة هو قانون فائض السكان النسبي .
- وبخلاف النظرية التقليدية الحديثة التي تؤكد أن لا تعارض بين تجميع أو تركز وتركيز رأس المال وبين العمل فان ماركس أكد بوجود هذا التعارض
- أما ماركس فيرى على العكس أن تراكم رأس المال لا يقود بالضرورة إلى زيادة الطلب على قوة العمل فالأمر يتوقف براية على "التركيب العضوي لرأس المال "
- يرى ماركس أن قوة العمل ليست سوى سلعة في سوق العمل في النظام الرأسمالي ولكنها سلعة فريدة من نوعها ,فهي تستطيع أن تنتج قيمة اكبر من قيمتها الأصلية
- يقصد ماركس برأس المال الثابت ذلك الجزء من رأس المال المخصص لشراء الآلات والمكائن الإنتاجية والمباني والمواد الأولية أما رأس المال المتغير فهو المخصص لأجور العاملين أي حصة عنصر العمل
- بما أن رأس المال المتغير هو وحدة الذي يخلق الطلب على العمل فان لجوء الرأسمالي إلى تخفيض نسبة رأس المال المتغير لحساب رأس المال الثابت سيعني نقص الطلب على قوة العمل وينتج عن ذلك بالضرورة تسريح إعداد من عمال متزايدة تبعا للتوسع في نسبة رأس المال الثابت وبذلك يتكون ما أطلق علية ماركس ب"الجيش الاحتياطي الصناعي" مكونا قوة عمل احتياطية جاهزة للعمل تحت أي شروط .
- أن هذا الجيش الذي يتوسع حجمه باستمرار في سياق تطور عملية الإنتاج هو ما أطلق علية الاشتراكيون بـ"فائض السكان النسبي" نسبي وليس مطلقا لأنه مرتبط بأسلوب الإنتاج الرأسمالي وليس بالأوضاع السكانية كما يدعون المالثوسيون.
- هكذا يربط ماركس المشكلة السكانية بالنظام الرأسمالي في مرحلته الصناعية فلا وجود لقانون عام وأزلي للسكان كما زعم مالثوس إلا فيما يتعلق بالكائنات الحية الأخرى غير الإنسان
- يُعدد ماركس أصنافا عدة لفائض السكان النسبي من بينها :
1. فائض السكان العائم Flottontوالناتج عم التطورات التكنولوجية في الصناعة الحديثة إذ يزداد عدد العمال بنسبة اكبر من زيادة حجم الإنتاج
2. فائض السكان الكامن Latent وهو خاص بالنشاط الزراعي حينما يتغلغل أسلوب الإنتاج الرأسمالي ليشمل هذا النشاط أيضا وهو ما يحدث اليوم في معظم الدول النامية
3. فائض السكان الساكن Stagnant والناتج عن الحالة المؤقتة وغير المنتظمة لبعض الأعمال التي توفر للرأسماليين عمالا يسهل استغلالهم.
4. النوع الرابع يتكون من فئات مختلفة من بينها:-
* العمال القادرون على العمل والذين تنحسر أمامهم فرص العمل
بسبب حالات الكود والكساد الدورية
* البؤساء الذين طردوا من أعمالهم بسبب تقدمهم في السن
* الأطفال الفقراء واليتامى وهم المرشحون"للجيش الاحتياطي"
*العمال المطرودين من أعمالهم بصفة نهائية وتحولوا إلى متسكعين
ومجرمين ومشردين وأطلق عليهم ماركس"الطبقات الخطرة"
هكذا نرى أن ماركس يرى أن ظاهرة فائض السكان هي ظاهرة نسبية من ناحية وهي مرحلية من ناحية ثانية وهي ظاهرة اقتصادية قبل أن تكون ظاهرة ديموغرافية من ناحية ثالثه فهي تزول بزوال مسببها الذي يتلخص بعلاقات الاستغلال الراسمالي من دون حاجة إلى تدخل مباشر للحد من حجم السكان ومعدل نموه.
2)علاقته بالنظريات الاجتماعية :-خاصة نظرية ابن خلدون نظرية الدورة حيث يقول بان الأمم والشعوب والحضارات لا تدوم على حال وان المجتمعات التي تكون في الصحراء يدب فيها الضعف والسبب هو الفقر والجوع وأنة السبب في بحثها عن مخرج فلا تجد أمامها إلا الحرب عندما لا تسعفها الهجرة ,وقد أعطى ابن خلدون الدور الأكبر في ذلك لعامل الطموح نحو التحضر لدى سكان البادية والذين يعدهم مرشحين للحضارة وطامعين في الرفاهية ,وفيما يتعلق بالجزء الثاني من نظريته فيما يتمثل في تعمير الأرض بعد خرابها فيرى أن العمل وتقسيمه بحسب أنواعه على العاملين حسب اختصاصاتهم في تحقيق زيادات مضاعفة في الإنتاج فالعمل الجماعي وتقسيم الأعمال يقودان إلى تحقيق زيادة في الإنتاج مما يؤدي إلى تحقيق فائض في الإنتاج تخصص إلى تحقيق الرفاهية (الترف) وعندما يتحقق ذلك كله تزداد فرص العمل الجديدة فيزداد تبعا لذلك (الترف)ثانية وثالثة.
3)علاقته بالنظريات البيولوجية :-تؤكد هذه النظريات وجود علاقة بين الكثافة السكانية وبين الثروة وان لهذا الأخير تأثير عكسيا في القدرة الفسيولوجية على الإنجاب والخصوبة ومن ابرز أصحابها:
*نظرية دبلداي:
-يرى أن الفقر وراء زيادة الخصوبة
–قال بان الغذاء هو الذي يتحكم فكلما كان الغذاء كثيرا كلما كانت الخصوبة قليلة والعكس
–قال بان الفقراء يزيد عندهم الخصوبة عندما تكون هناك فاقة في التغذية
–انه قسم السكان إلى أقسام جعل الفقراء هم الذين يتزايدون والأغنياء هم الذين يضمحلون والمتوسطين هم الثابتين.
علاقته بمجالات علم السكان :-
1)تركيب السكان من حيث مدى انتشار وسائل منع الحمل بين السكان ان من أثارة
1. وجد أن انخفاض نسبة المواليد كلما ارتفع الدخل حتى بين من لا يستعملن وسائل الحمل أي أنه يزيد نسبة المواليد كلما انخفضت نسبة الدخل
2)تركيب السكان من حيث طبيعة مهنهم فمن أثارة
1.التأثير على نسبة الوفيات فاقل نسبة وفيات كانت بين العمال الزراعيين أي الذين دخولهم قليلة وأعمالهم غير خطيرة
2.تحديد الوضع الاقتصادي الذي يحدد متوسط دخل الفرد وهذا يؤثر في تحديد الحياة التي يعيشها الفرد وعلاقة ذلك كله بتحديد نسبة الوفيات فكلما ارتفع الدخل انخفضت نسبة الوفيات والعكس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق