ورقة عمل : المواطنة المتساوية في اليمن
رئيس
الدار المحمدية الهمدانية للدراسات والأبحاث-اليمن
الحضور الكريم
...السيدات والسادة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته...
اسمحوا لي في البداية أن أقدم الشكر للدار المحمدية الهمدانية
للدراسات والأبحاث على تبنيها هذه القضايا الوطنية والحقوقية الهامة,كما أقدم
الشكر الجزيل لهذا المؤتمر الرائد والمميز.
..... وبعد
.....
المواطنة....
المواطنة....
من خلال نظرة عامة على المشهد العام
العالمي، فيما يتعلق بعلاقة الإنسان بالإنسان، الذي كرمه الله بكل الديانات، فهذا
قول الله تعالى في القرآن الكريم:"
ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على
كثير ممن خلقنا تفضيلا" (سورة الإسراء الآية 70) و الكتاب المقدس ايضاً يقول:" 4فَمَنْ هُوَ
الإِنْسَانُ حَتَّى تَذكُرَهُ؟ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟ 5وَتَنْقُصَهُ
قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، وَبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ. 6تُسَلِّطُهُ
عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. جَعَلْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ"
لكننا نرى أن العالم يسير من مدة
ليست بقليلة، نحو الانغلاق على الذات والتمحور حول الهوية الفردية، سواء للفرد أو
للجماعة التي ينتمي إليها الفرد، وهذا ما يؤدي في الغالب إلى أن يتحول الفرد إلى
حالة من رفض الآخر بكل ما فيه من فكر أو دين أو ثقافة وغيرها ، وهذا كله يصل إلى
نتائج خطيرة تتمثل في بناء جدران وحواجز وحدود وهدم جسور التواصل، مما يخلق حالة
من دفن المشاعر وكبتها وعدم إظهارها، إلى حين انفجارها وانعكاسها على أشكال
مختلفة، تؤدي في غالب الأحيان إلى صراعات لا ضرورة لها، مبنية في معظمها على الجهل
بالأخر وعدم فهم طبيعته، على قاعدة قول
مولانا الإمام علي بن أبي طالب :"الناس أعداء ما جهلوا" والذي
أراد الله في وجوده -أي الآخر- أن يشكل تكاملية معينة وفق قوله تعالى:" يا
أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" .
من هنا تأتي أهمية هذا الورقة،
حيث كان لها السبق الواضح في التنبه لهذا الأمر، الغاية في الأهمية، فجاء طرح مبدأ
المواطنة، المبني أساسا على مبدأ أن الوطن للجميع، مهما كانت الاختلافات
والتباينات والتوجهات ، فالاختلاف مشروع وشرعي ومسند بالقول القرآني السابق الذكر،
إذ أن الله تعالى خلق الناس شعوبا وقبائل، وهذا التنوع مطالب بإيجاد صيغة من
التعارف والابتعاد عن أي إقتتال.
إذن المواطنة في جوهرها قبول الآخر في
عيش مشترك منسجم ومتناغم وتكاملي، يسعى إلى مجتمع متعدد في إطار من الوحدة، لا
يسعى طرف لإلغاء طرف آخر، بل إننا بمساعدة المؤسـسات الحكومية والمدنية يمكن لنا
ترسيخ مبدأ التكاملية الوطنية رغم الاختلافات، وإبراز الآخر المختلف والابتعاد عن
مبدأ التهميش وتجاهل الوجود.
اسمحوا لي أن أعلق المسؤولية في أعناق اربعة جهات محددة تمتلك
المبادرة والتأثير والقيادة في المجتمع، إن أحسنا توجيهها الوجهة الصحيحة، فإننا
سندفع عجلة الانتماء والانسجام والتناغم والسلام المجتمعي الى الامام خطوة خطوة.
الجهة الاولى: الأسرة: الدور الأول
الذي لا يستطيع أن يقول أي إنسان معه، لا أستطيع المساهمة فيه، الأسرة هي الحقل
الذي تعمل فيه المؤسـسة الحكومية، الأم في بيتها ...الأب والتوجيه والقدوة ومحاكاة
الفكرة القائلة: أن نمو الأفراد في المجتمع تقود إلى محصلة واحدة وهي، نمو الوطن...
وتنمو أنت معه ...وكون الأسرة هي بمثابة الخلية المجتمعية بأصغر صورة، ولأنك الجزء
الحي داخل هذه الخلية، وهنا يكمن عمل المؤسـسة الحكومية، من خلال عمل ادواتها
كالمنبر في المسجد ، أو من خلال المنبر الاعلامي، ودور الإعلام في التوجيه الأسري،
وتواصل المؤسـسات من خلال برامج توعوية خاصة باستنهاض الفكر التواصلي، المنسجم مع
ذاته داخل الأسر.
الجهة الثانية: المؤسـسة
التعليمية: كيف نجعل الطالب في المدرسة منتم لساحة مدرسته، ومقعده الذي يجلس عليه
وكتابة الذي يقرئوه، ومرافق مدرسته التي
يستعملها؟ كيف يدخل المعلم مدرسته وغرفته وصفه بالتحديد، يدرب طلابه على ممارسة
المواطنة الصالحة بالخلق الجيد؟ أليست رسالة الله تعالى قائمة على القدوة الحسنة ،
يقدم نشاطاته المتنوعة في الصف والشارع والرحلة والمخيم الكشفي من خلال المفاهيم
السليمة، والحوار الذي يحترم الآراء والأفكار والأديان، جميعا باسم المواطنة
وتنمية روح العطاء الجماعي الخالي من التفرقة، بحيث يكون الطالب منتم لموطنه الذي
يعيش فيه.
الجهة الثالثة: المؤسـسة الدينية:
كيف تكون دور العبادة ثكنة اجتماعية روحية قيمية ذات رسالة إنسانية، لخدمة الوطن
لا ان يكون منبرا وحيد الاتجاه " ذلك إننا خلقنا للحياة الطيبة والفضلى..
يعلمنا الرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى اله بقوله: "كلكم راع وكلكم مسئول
عن رعيته"
هنا تكمن اهمية تفعيل
دور العبادة في الدعوة لمبادرات خلاقة تعلنها
المؤسـسات الحكومية والمدنية (على قاعدة الأمر بالمعروف) للعمل بتكاملية معينة
لبناء جسور التلاقي على الارضيات المشتركة، وتفعيل العمل الوطني في الشراكة
المجتمعية لنضيف الى جمال الوطن جمالية اضافية.
الجهة الرابعة: التي لها الدور
الريادي في هذه المرحلة: فهو دور السلطة الرابعة (الاعلام) التي لم تقتصر ألان على
الصحيفة الورقية او المجلة التقليدية فقط، وانما ظهرت اشكالا منوعة من ادوات
الاعلام تربعت على عرش الأذواق الشبابية بكافة صورها، هذه ايضا عليها العبء الأكبر
.. لأنها تقدم الصوت والصورة والحركة ولديها كل محركات القوة الشبابية، وهي التي
تصل الى المواطن في مكانه، المسؤولية تكمن
أعزائي في أمانة نقل الكلمة والموضوع.
إذا أردنا ان ننصف
المعادلة ونتحدث عن دور المواطن بعد أن وظفنا كافة المؤسـسات، علينا أن نتحدث عن
جناح الطائر الآخر ليتوازن الأمر، القدرة ليست بالتقدم التكنولوجي بقدر ما هي
بالتقدم الروحي والإنساني.. قناعة المواطن الداخلية بوطنه.
المواطنة
-اليمن
فالمواطنة
المتساوية هي ما تسعى إليه المجتمعات الحديثة والدول المدنية العادلة. وهي نقيض لنظم التمييز
والامتيازات. المواطنة المتساوية هي التي تعزز الانتماء الوطني الشامل لأبناء
الوطن الواحد على رغم تعدد منابتهم وأصولهم وانتماءاتهم وأديانهم ومذاهبهم
وأجناسهم وقومياتهم ومكاناتهم الاجتماعية والاقتصادية.
وعلى
النقيض من ذلك، إن الطائفية والحزبية والقبلية الجهوية تضعف روح الانتماء الوطني
وتعزز الانقسام بين أبناء الوطن الواحد، وتقوّي روح الانتماء للطائفة على حساب
الانتماء إلى الوطن، وتعزز الهوية الطائفية الفرعية على حساب الهوية الوطنية
الجامعة.
ظلت
المواطنة المتساوية هدفا لنضالات شعب اليمن
منذ بواكيرها الأولى في ثورة 26 سبتمبر وحتى اليوم. وقد مثلت محورا أساسيا
في برامج الحركات والتنظيمات السياسية الحديثة بمختلف اتجاهاتها القومية
والإسلامية الوطنية والتقدمية.
الا
ان التجسيد لهذه البرامج كانت مخرجاته سلبية حيث عمل النظام الصالحي على تقسيم
أبناء الوطن الواحد والعمل على إعاقة الإندماج الوطني ,كما عمل على تفعيل دور
البنى العشائرية والإثنية والتقليدية
والمذهبية في مقابل دور الدولة
المدنية ومواطنة الانسان اليمني، وموهت الوعي وزيفت المفاهيم في فكر أجيال متعاقبة
وذهنها بمن فيها الجيل الحالي الذي يعيش في القرن الحادي والعشرين عصر العولمة
والحداثة حيث يعيش تخلفا في ذهنيته في
انفصام فاضح بين المعاش والمتصوّر.
وعلى
خلاف ما هو منصوص عليه في الدستور ، وما يصرح به أركان الحكم وكبار المسئولين من
تأكيد فخرهم بالمواطن اليمني، وتأكيدهم المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات،
وأننا نعيش عهد الجمهورية الدستورية حيث الشعب مصدر السيادة والسلطات جميعا، فإن
الواقع عكس ذلك تماما. إن سياسة «فرق تسد» مازالت سائدة بل أضاف لها حكم النظام
الصالحي أساليبَ وفنونا لم تخطر على بال
أحد قط.
وإذا
سلمنا أن حكم النظام الصالحي البائد قد عمل على تكريس الانقسامات العمودية في
المجتمع وتمزيقه وتعزيز الانتماءات العشائرية القبلية والطائفية والإثنية والمناطقية، فإن حكم ما بعد الثورة الشبابية
يجب أن يكون واعداً بالنقيض لذلك.
إننا مازلنا بعيدين عن الدولة الدستورية
العادلة، والمواطنة الدستورية المتساوية. مازالت الدولة تمارس تسلطها على الشعب،
ويستأثر البعض بالسلطة والثروة، ويسود في الممارسة قانون التمييز والامتيازات.
فالمواطنون رعايا فعليا، والنظام يتفضل عليهم بما يجود من مكرمات وهبات. إنها دولة
الصدقات وليس الحقوق.
أما
على صعيد المجتمع، فقد تراجعنا إلى الخلف في الجوهر على رغم مظاهر التقدم العمراني
ومختلف مظاهر المعيشة عما كانت عليه قبل ثورة 26/سبتمبر. في الواقع إن الاندماج
الوطني قد تراجع كثيرا، وضعفت اللحمة الوطنية، وتعمقت الهوّة الطائفية والمناطقية
وازدادت التمايزات على أساس طبقي وعشائري واكتسبت الانقسامات الطائفية بعدا أخطرَ
في تأسيس التنظيمات السياسية والمنظمات الأهلية على أسـس طائفية أو إثنية وهي التي
يتوجب أن تكون أدوات للاندماج الاجتماعي والوطني.
إذا،
إن التمييز الطائفي... والانقسام الطائفي، قد اكتسب بنية مؤسـساتية سواء في بنية
الدولة، أو في تنظيمات المجتمع. وكان هناك إصراراٌ من النظام البائد على إعاقة ما
من شأنه الحد من أشكال التمييز و اللامساواة القائمة على أسـس طائفية أو إثنية أو
جنسية. وفي المقابل، تمعن التنظيمات السياسية والأهلية ومواقع التوجيه والنخب في
تعزيز هذا الانقسام، في ظل سياسة المحاباة والتي
كان دافعها الإستئثار بثروات البلد ونهبه.
المواطنة
-المجتمع
لا شك أن اليمن بلد متنوع الأطياف ،
وهذه الحقيقة تفرض علينا، نحن اليمنيين، أن نفهم حقيقة ما تمر به اليمن وما تعرضت
له من مؤامرات , بشكل يتطلب تقبل الرأي الآخر على أسـس المواطنة والتعايش السلمي
وقبول الآخر، وضرورة الإتفاق على ما نتفاهم عليه، والحوار على ما لا نتفاهم عليه
بعيدا عن العنف. ومن هنا تتطلب الوطنية أن نحتكم إلى العقل والإيمان. وقد أشار
السيد محمد عبده أن "العقل قوة من أفضل القوى الإنسانية، بل هي أفضلها على
الحقيقة". "فـالحقيقة هي تلك التي تعمل"، كما قال المفكر جون ديوي.
إن عدم العنف هو التحرر من الخوف، ذلك أن العنف ليس سوى الوسيلة للصراع ضد سبب
الخوف كما قال غاندي. وسبب الخوف هو الخوف من الآخر، وفقدان الثقة بين أبناء البلد
الواحد. ومن هنا يجب التفكير بالعدالة في كل ناحية من نواحي الحياة لتحقيق المصلحة
الوطنية العليا.
هنا أود أن أؤكد على الأطراف
الوطنية، إنه لا يمكن تحقيق المصلحة الوطنية على أسـس طائفية أو حزبية أو إرهابية
ترفض الآخر، وتمارس العنف تحت حجج وطنية أو دينية. فمن غير المعقول أن تلتقي ثقافة
العنف بثقافة السلام. ومن الحمق أن نقول أن ثقافة رفض طرف وطني معين طرفا وطنيا
أخر أو إلغائه يهيئ الأجواء للتسامح والمصالحة.
ينبغي أن نفهم أنه ليس من معيار الوطنية
حرمان أقلية قومية أو دينية أو سياسية من حقوقها تحت طائلة المصالحة الوطنية
والثقافية . ولا يمكن تحقيق هذه المصالحة، إذا حَرمت السلطة الحاكمة القوى الضعيفة
والمهمشة من حقوقها المشروعة، أو رفضت الأغلبية حقوق الأقلية بأسم الوطنية.
لازال البعض من اليمنيين يفكر
تفكير القرن السابع الميلادي في التعبير عن رؤياه في الحياة، وبالحقد الدفين على
هذه الطائفة أو تلك، وهذا المذهب أو ذاك، وإطلاق فتاوى باطلة بتكفير الآخر وجواز
قتله، حاملا في رأسه الكراهية والعداوة.
وكل
طائفة تمنح الحق والصواب والإيمان لنفسها وتحرمها على غيرها، فتشرذم المجتمع
اليمني وتفَرق في جذوره وفروعه، وعمت الفوضى الجميع، وعميت الأعين، وأبت شمس
الحرية والاستقلال أن تشرق على أرض تُدفن فيها أبرياء قُتلوا على مذابح العقلية
الطائفية والإرهابية المتخلفة من كل الجوانب.
للتاريخ
عبر ودروس ينبغي الاستفادة منها. قصفت الطائرات الأميركية هيروشيما وناكازاكي
بالقنابل الذرية إبان الحرب العالمية الثانية، وقتلت مئات الآلاف من اليابانيين
الأبرياء، وتصالحت اليابان مع أمريكا لاحقا، والتعاون الاقتصادي والسياسي والأمني
ووو ساري المفعول بينهما، وهما يحكمان العالم اقتصاديا إن صح التعبير، مع أن
الجِراح لا تندمل. إنه العقل الذي يحكم، لا الجهل والجذب بقوة مغناطيسية نحو
الماضي ونسيان الحاضر وإهمال المستقبل.
الكل مسؤول أمام نفسه وأمام ضميره
وأمام شعبه ووطنه. والكل ملزم بقبول الوطني الآخر للعيش بسلام ووئام، حيث يشعر كل
فرد بمواطنته وحقوقه وواجباته.
إنَّ
حق المعرفة واحترام العقيدة وحرية الإنسان فوق الحقوق، لأنه من غير الممكن تحقيق
الحقوق بدون معرفة وإيمان. وهنا تأتي أهمية التأكيد على التربية والمعرفة كما سبق
معنا ذكره.
هنا
تطرح جملة من القضايا الأساسية نفسها لتصب في صالح المجتمع اليمني ككل:
v المسؤولية الوطنية مسؤولية فردية واجتماعية.
v بناء مجتمع مدني سلمي يكون المواطن فيه جوهر
عملية المصالحة.
v الحفاظ على حقوق المواطن على أساس المواطنة
وصيانة هذه الحقوق مقابل الواجبات طبقا للدستور الذي وافق عليه الشعب، وليس مرجعا
دكتاتوريا معينا.
v التسامح والعمل على تحقيق مصالحة سياسية
وثقافية.
v الفكر الديمقراطي وضرورة الممارسة الديمقراطية
بعيدا عن الاحتكار المذهبي والطائفي ونظام الحزب الواحد والفرقة الواحدة.
v مساهمة المواطن في صنع القرار.
v مساهمة المواطن في عملية التغيير نحو ساحات
أوسع من الحرية.
v الالتزام بالدستور من قبل القابضين على
السلطة، لتشجيع المحكومين بالالتزام به أيضا.
v احترام بنود الدستور في الممارسة العملية من
قبل القوى والمنظمات المشاركة في صنع القرار.
v تنفيذ بنود الدستور التي تتطلب تنفيذها طبقا
لما ورد فيها.
v الاعتراف بالحقوق المشروعة للأقليات القومية
والدينية في إطار الدستور ووحدة الدولة.
v مساواة الجميع أمام القانون بغض النظر عن
العرق والجنس والدين .
v التعاون الجاد برفض التدخل الأجنبي، ولا سيما
من قبل دول الجوار.
v رفض الاحتلال بكل أشكاله( الثقافي
–الإجتماعي-السياسي-الإقتصادي...).
v محاربة الفساد المالي والإداري، وإتخاذ
الاجراءات القانونية بإعادة ملكية الشعب إلى الشعب.
v ضرورة إعادة االثقة لدى المواطنين بالحكام
وبالدولة.
v التأكيد على سيادة القانون حكاما ومحكومين،
والمساواة أمام القانون بدون تمييز.
v التأكيد على هيبة الدولة وحكم الدولة، مع
التأكيد على لامركزية الحكم في الفروع على أساس وحدة الدولة.
v احترام الدستور الذي استفتى عليه الشعب، على
أساس أن جمهورية اليمن دولة ديمقراطية.
v العمل على تغيير ثقافة العنف إلى ثقافة
التسامح والاعتذار عن الخطأ.
v التعاون والتفاهم والتسامح من أجل المصالحة
الوطنية وممارسة ثقافة التسامح والترابط والتكامل.
v بناء المجتمع مسؤولية الجميع .
مبادرة المواطنة المتساوية (الإسماعيليون في اليمن)
خلفية المشروع:
على مدى التاريخ الإسلامي لم نرَ تشويها وتحاملا وتحيزا ضد فكر ما مثل ما رأينا وشهدنا ضد الفكر الإسماعيلي الفاطمي لا من حيث التاريخ ولا العقيدة ولا الانجازات العلمية والفكرية، فلقد بالغ أصحاب الأساطير الخرافية من المؤرخين ووعاظ السلاطين المنتشرين في بلاط الأمويين والعباسيين ومن تبعهم بعد ذلك في بلاط الأيوبيين والمماليك من المؤرخين الخصوم للدولة الفاطمية الذين سماهم المفكر عباس محمود العقاد بأصحاب الدعاوي المنتظرة التي تمليها البواعث المتعددة ويروج لها الخائفون على عروشهم من آل البيت النبوي.
نقول بالغوا في تزوير الحقائق الدامغة والتي بدأت تتكشف عن هذا الفكر الإسلامي العظيم لدى الباحثين المحايدين البعيدين عن الأهواء والأدلجة والمأرب السياسية سواء من الغرب أو الشرق والذين استطاعوا إثبات أن دولة الخلافة الفاطمية اتهمت من قبل أعدائها بالتسلط والانحراف والإلحاد لايمكن أن يعيش في كنفها فقهاء وعلماء ومفكرون ومبدعون كبار من شتى الأقطار الإسلامية وان ترفع رايات الإسلام على سواحل أوروبا وتنشر العلم والمعرفة بعد أن استوزرت قادة من شتى المذاهب والطوائف والأديان وكان شعارها
(إن دولتنا دولة حجة وبيان، وليست دولة قهر واستطالة، فاتركوا الناس على مذاهبهم).
لكن المتآمرين عليها استغلوا تسامح أئمتها وهذا يحسب لأئمتها وليس عليهم, وقد اثبت التاريخ فيما بعد أهدافه وأطماعه السياسية في الاستحواذ على السلطة وتأسيس دولة أيوبية لسلالته من بعده وبذلك اعتبر أول ضابط انقلابي في التاريخ الإسلامي، خان الأمانة ونكث العهد واستغل تسامح الفاطميين مع المخالفين ليغدر بدولتهم التي لم يشهد التاريخ لها مثيلاً في التسامح الديني والمذهبي والفكري, شاهدها على ذلك المكتبات العامرة بملايين الكتب في مختلف العلوم والفنون والمعرفة مع انجازها لمعالم حضارية لو كانت قاهرة المعز والأزهر وحدهما شاهدين على ذلك لكفتاها. ولا تختلف الصورة عنها في اليمن فقد مَرّ الإسماعيليون بظروف سياسية واجتماعية عملت على ترسيخ صورة سلبية سيئة عن المجتمع الاسماعيلي الذي كان يحظى بأهمية قصوى لدى اليمنيين ,ولقد كان السبب الرئيس وراء هذه النتيجة هو الاطماع السياسية لأئمة المذهب الحاكم ومحاربتهم لأتباع المذهب الاسماعيلي والعمل على الانتقاص من مواطنتهم إضافة الى إبادتهم.
أدى الدور السلبي الذي اتخذه الائمة الزيديون ضد الاسماعيليين الى تحويل أتباع المذهب الى مجرد مواطنين من الدرجة الدنيا وإباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم في ارجاء السعيدة.
وبتحقيق الثورة اليمنية المباركة (ثورة 26/سبتمبر/1962) ذهب الكثير من منظري المذهب ورواده الذي كان احدهم العلامة الدكتور /حسين فيض الله الهمداني -المؤسـس للدار المحمدية الهمدانية للدراسات والابحاث ,أحد أهم رموز الثورة اليمنية ومؤسـس حزب الاحرار اليمنيين في القاهرة- الى الاعتقاد بأن تحقيق الثورة سيعمل على تحسين أوضاع الاسماعيليين في اليمن إضافة الى قيامة بنشر مؤلفه العظيم ”الصليحيون والحركة الفاطمية في اليمن ”الذي تحرى فيه الحيادية والموضوعية وعدم التحيز الواضح للمذهب لكي لا ينفر القارئ والمطالع. إلا ان الثورة لم تكن نتائجها كما تصور هذا العالم الجليل فيما يتعلق بتحسين مكانة الاسماعيليين في اليمن ,فبالرغم من تحسن العلاقات مع دعاة المذهب ...(كالسلطان محمد برهان الدين والداعي المكرمي ...)واتاحة النظام لهم زيارة أضرحة الدعاة وإقامة سننهم الا ان النظام السياسي قد عمل بصورة غير واضحة على الإساءة للمذهب وأتباعه .وما سماحه لأتباع المذهب بممارسة ما سبق إلا للفوائد المادية (مالية وعينية) التي كانت تُمنح له من قِبل برهان الدين والمكرمي .علاوةً على انتعاش السياحة في اليمن .
ومن هنا جاءت نقطة البداية لمشروعنا الموجه لفئات الشعب اليمني في محاولة تسليط الضوء على الفكر الإسماعيلي الفاطمي وما قدمه للعالم الإسلامي وللإنسانية جمعاء من فكر وعلم ومعرفة في جميع العلوم والمعارف الدينية والفلسفية والعلمية والإنسانية في فكر يتميز بالعظمة والمجد والخلود وهو موجود على رفوف المكتبات في الدول التي تعترف بالتعددية وقبول الرأي والفكر الأخر وتؤمن بأن الحياة ميدان للتعايش السلمي وحرية الفكر والمعتقد وليس للإقصاء أو الاستتباع الذي يولد ثقافة الكراهية.
ولقد رأينا ان الواجب العلمي والإنساني يحتم علينا تعريف الأجيال الإسماعيلية ألناشئة بتراثهم ومنجزات أعلامهم وما خلفوه من فكر وعلم ومعرفه في هذه المجالات الدينية والفلسفية والثقافية والعلوم الطبيعية
والإنسانية التي يراد لها التشويه أو الطمس من قبل أصحاب الفكر الأحادي, منطلقين في ذلك من فكرنا وتراثنا الإسلامي التسامحي الذي يؤمن بالتعددية وحرية الرأي والمعتقد في هذا الوطن المتعدد الأطياف والذي نعتز بالانتماء إليه.
الدار المحمدية الهمدانية للدراسات والأبحاث
أهداف المشروع:
تسعى المبادرة الى تحقيق الهدف العام الأتي:-
¨ العمل على تحسين المكانة الاجتماعية لأبناء المذهب الإسماعيلي وحصولهم على كافة حقوقهم دون تمييز أو انتقاص في الجمهورية اليمنية.
كما تسعى المبادرة الى تحقيق الأهداف الأتية:-
1. تحسين الصورة النمطية عن المواطن الاسماعيلي في اليمن
2. إتاحة مصادر المعلومات لكل من يرغب في الإطلاع والإستزادة دون قيد أو شرط.
3. بث الوعي الثقافي وتعميق الشعور بالمواطنة.
4. التوعية الثقافية والسياسية والإجتماعية وتأكيد العادات السمحة.
5. طمس كافة الاكاذيب التي نُسبت للمذهب وأتباعه.
6. محاربة العادات الضارة القائمة على الجهل.
7. دعم الروابط الإجتماعية بين الأفراد وتبادل الأراء والخبرات حول المشاكل المحلية والعالمية.
8. حفظ التراث الاسماعيلي ومكتسباته الثقافية والعلمية حتى تصل للأجيال القادمة سليمة من التزوير.
9. دعم وتشجيع الإنتاج الفكري للباحثين في المجال الاسماعيلي والعمل على تطويره بإعتباره تراثاً وطنياً وإنسانياً, حقه التحقيق والدرس حتى يخرج في صورته الأكمل من العمق والتأثير.
10. مناصرة قوانين تتعلق بحرية الفكر والرأي والعقيدة وإحترام خصوصيات الأقليات في المجتمع.
المستهدفين :-
تستهدف المبادرة لتحقيق الأهداف سالفة الذكر الفئات التالية:-
1. الحكومة اليمنية والعمل على التأثير في السياسات العامة لها.
2. المؤسـسات التعليمية والجامعية, والثقافية ذات الاتجاهات الموضوعية غير المتحيزة لمذهب بعينه
3. المؤسـسات الاعلامية السمعية والمرئية.
4. النُّخب المثقفة في المجتمع اليمني.
5. أبناء المذهب الاسماعيلي.
المكان والزمان :-
سيتم العمل في النطاق المكاني بالجمهورية اليمنية (العاصمة -محافظة صنعاء-محافظة عدن -محافظة إب-محافظة صعده )ستستمر الحملة الاعلامية والثقافية على مدى خمس سنوات بصورة مستمرة
الوسائل المستخدمة :-
تحقق المبادرة الأهداف سالفة الذكر, عن طريق عدد من الأنشطة التي يمكن إجمالها فيما يأتي:-
1. القيام بعدد من الأنشطة الثقافية والعلمية الأخرى مثل المحاضرات والندوات (الأسبوعية) والمناظرات الفكرية والعلمية والثقافية (الشهرية) وكل ما من شأنه رفع المستوى الثقافي والعلمي للمجتمع عن القضية.
2. إرشاد القراء وتدريبهم وتعليمهم كيفية استخدام مصادر المعلومات المختلفة والاستفادة منها.
3. توفير أوعية المعلومات المختلفة (كتب-مخطوطات-ابحاث علمية-دوريات شهرية-مطويات-سيديهات-كتيبات-انترنت...) وترتيبها واتاحتها للمجتمع بمختلف فئاته.
4.استخدام الوسائل الاعلامية بكافة انواعها (أفلام وثائقية-مقابلات تلفزيونية -مقالات صحفية-برامج اذاعية.....)
5. إنشاء موقع الكتروني يحتوي كافة أنشطة المبادرة .
6. تشجيع البحوث العلمية الأكاديمية بالذات المتعلقة بصورة مباشرة بموضوع المبادرة ونشرها والترويج لها.
7.تقديم أدبيات المذهب الإسماعيلي شعراً ونثراً وإبداعاً من خلال الإشارة إلى أهم الرموز الإبداعية ,مثل :إبن هانئ الاندلسي ,وعمارة اليمني وغيرهما إضافة إلى الكلاميين والفلاسفة وغيرهم.
وبهذه المناسبة الطيبة تدعوا الدار المحمدية الهمدانية للدراسات والأبحاث كل القوى الوطنية والمنظمات الدولية الى الوقوف بجانبها لتحقيق أهداف المبادرة وإنجاح مشاريعها.
أخيراً كل التقدير والاحترام والشكر لكم جميعا ايها الاخوة والاخوات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق