السبت، 20 مارس 2010

قراءة كتاب علوم الاجتماع


 قراءة كتاب علوم الاجتماع
"صادر عن الحزب الشيوعي "ترجمة دار التقدم –موسكو
عمرو بن معديكرب حسين الهمداني

مقدمة:-
· إن الحياة الاجتماعية معقدة ومتنوعة ,وهي موضوع دراسة علوم عديدة :التاريخ والفلسفة والاقتصاد السياسي والقانون وعلم الأخلاق وغيرها.وفي بلدان الاشتراكية الفعلية تتطور هذه العلوم جميعا على أساس أفكار الماركسية اللينينيه .
· إن علم المجتمع هو مقرر دراسي متكامل ,يتضمن الاستنتاجات الأساسية للعلم الماركسي اللينيني عن المجتمع وقانونيات تطوره , وعن الاشتراكية والشيوعية .وتقوم مهمته الرئيسية في المساعدة على تكوين أسس رؤية العالم العلمية ,الشيوعية ,وفي تنمية القدرة على استخدام المعارف المحصلة خلال دراسة هذا المقرر في تطبيقها على الصعيد العلمي في واقع الحياة .
· بتتبع مراحل تطور الاشتراكية الطوباوية إلى النظرية الاشتراكية العلمية .لم يكن ماركس وانجلز مجرد مواصلين لأسلافهم النظريين فقد رجعا بنظرة نقدية للتراث الفكري السابق ووضعا نظرية جديدة تعكس المصالح الجذرية للطبقة الأكثر تقدمية وثورية أي البروليتاريا.وبذا قام مؤسسا الماركسية بانقلاب ثوري في الفكر الاجتماعي :-
1.  أنهما خلصا نظرية المجتمع من التصورات الخيالية والمشاريع الطوباوية وأضفيا عليها طابع علم حقيقي يدرس قوانين التطور التاريخي .
2.  أنهما حولا نظرية المجتمع إلى إيديولوجيا الحركة البروليتاريا الجماهيرية ,وخرجا بها من هداة المكاتب حيث كانت حكراً على "ارستقراطية الروح",إلى مسرح المعارك الطبقية في سبيل مصالح الكادحين.
3.  أنهما تجاوزا التأملية في الفكر الاجتماعي ,وانفصال النظرية عن الممارسة ,وزودوا الكادحين بسلاح روحي لتغيير العالم .
·  الأجزاء المكونة للماركسية :-
1-الفلسفة, وهي علم القوانين العامة لتطور الطبيعة والمجتمع والوعي.
2- الاقتصاد السياسي, وهو علم تطور علاقات الإنتاج.
3- نظرية الشيوعية العلمية,أي قانونيات نشؤ وتطور المجتمع الشيوعي والاقتصاد.









أسس العقيدة العلمية
الفصل الأول :- التصور الفلسفي حول العالم ومعرفته :-
جملة الأفكار والتصورات حول العالم وكذالك المثل والقناعات القائمة عليها.
1) المادية والمثالية :- هما خطان في الفلسفة :-
1. المادية :- إن السمة الأساسية للمادية هي تفسير العالم انطلاقا منه نفسه ,بدون إضافات غيبية واختلافات وهمية وهنا تؤخذ الطبيعة ,او الوجود[1] , كما هي في حقيقة أمرها .
وقد سارت الفلسفة الماركسية على هدى التقاليد المادية في الفكر الفلسفي .ولكنها تخلصت من نقائص ومحدودية المادية ما قبل الماركسية ,وخاصة ميتافيزيقيتها .فهي تنظر إلى العالم على انه في حالة من الحركة الدائمة والتطور المستمر ,بحيث أن كل الظواهر فيه تكون مترابطة ومتفاعلة بعضها مع بعض .بعبارة أخرى :في الفلسفة الماركسية اعتنت المادية بالديالكتيك ,بمذهب التطور .ولذا تدعى فلسفة الماركسية بالمادية الديالكتيكية.
وبما أن الطبقة العاملة هي أكثر طبقات المجتمع المعاصر طليعية وتقدمية.وهي تحتاج ,في نضالها ضِد الرأسمالية وفي بنائها للمجتمع الاشتراكي والشيوعي ,إلى رؤية للعالم علمية وجلية .ولذا تشكل المادية الديالكتيكية الأساس الفلسفي لفكر الطبقة العاملة.
2.  المثالية وجذورها :-يرى المثاليون إن أساس العالم هو مبدءا روحي ,فكرة وعلى النقيض من الماديين يمتنع هؤلاء عن تفسير الطبيعة ,.المادة ,الوجود انطلاقا منها نفسها .ويعتبر المثاليون الوعي أو العقل أو الآلة خالقا للطبيعة ,للمادة, وهي ظهرت قديماً وابرز أعلامها في العالم هو أفلاطون .وهي تنقسم إلى:-
1-المثالية الذاتية فهي ترد العالم إلى الأحاسيس .وبالفعل فان الأحاسيس تلعب دورا كبيرا في المعرفة الشم والسمع ….
2-وترد المثالية الموضوعية العالم إلى الأفكار ,والى المفاهيم العامة ,التي تقول أنها موجودة خارج الظواهر المادية وبصورة مستند عنها .
· تضمنت أعمال فولير وهو لباخ وغيرهم من فلاسفة التنوير الفرنسيين نقداً بارعا للأوهام الدينية .وكان هؤلاء يفترضون ,في نضالهم ضد الدين ,أن جذور الدين تكمن في الجهل ,ولذا فان مهمتهم هي تنوير الناس .
·  وقد نوة ماركس بان الانعكاس الديني للعالم لا يختفي إلا عندما تغدوا الحياة الاجتماعية عقلانية "وتصير نتاجا لاتحاد الناس الاجتماعي الحر ,وتكون خاضعة لمراقبتهم المبرمجة الواعية".
2) المادة والحركة :- تجمع الفلسفة الماركسية كل الأشياء والظواهر المتنوعة تحت مفهوم واحد مشترك هو المادة والمادة وفق تعريف لينين "هي الواقع الموضوعي المعطى لنا في الإحساس…."
الحركة شكل من أشكال وجود المادة وكل ما في العالم في حركة وتغير مستمر ولا توجد أشياء في حالة سكون مطلق أو ثبات مطلق.

·   المكان والزمان شكلان لوجود المادة.فامتداد الأجسام وموقعها يشكلان مضمون المفهوم "الفلسفي للمكان "
·   إن الامتداد الزمني لوجود الأجسام وخصائصها وتعاقب وجودها يشكلان المفهوم الفلسفي للزمان.
·   المادة أزلية وهي لا تستحدث ولا تفنى .لقد كانت موجودة منذ الأزل وفي كل مكان ,ولسوف توجد دوما وفي كل مكان.
3) الترابط الشامل ونطور ظواهر العالم:- فالترابط الشامل بين الظواهر أي أن تطور العلم وخبرة الحياة تبنيان بوضوح الترابط الوثيق والاشتراط المتبادل بين الأشياء والظواهر .مثل ورقة نباتية خضراء اعتيادية لكنها في الوقت ذاته مجمع كيميائي متكامل يحول حامض الكربون إلى أوكسجين باستخدام الطاقة الشمسية .
·   الديالكتيك-نظرية تطور العالم وترابطه الشامل :-كانت تعني أول الأمر "فن الجدل ,فن القدرة على كشف التناقضات في أقوال الخصم"
·       مقولات الديالكتيك:-
1.  العام والخاص :-أي أن لكل شيء ولكل ظاهرة من أشياء العالم المادي وظواهره سماته الخاصة بة وحدة فمن المتعذر إيجاد شيئين متساويين تساويا ًمطلقا ًومهما تنوعت الأشياء واختلفت في سماتها ,فإنها مادية كلها,فماديتها هي الشيء العام الملازم لها جميعاً,وعلية فكل تطور سواء في الطبيعة أم في المجتمع ,يرتبط بظهور شيء جديدٍ,خاص .ولكنة ,في الوقت ذاته,يخضع للقوانين العامة.
2.  السبب والنتيجة (العلة والمعلول):-وان عملية التطور تشابك معقد للأسباب والنتائج .وهنا يمكن للأسباب والنتائج أن تتبادل الأمكنة .فقد كانت الثورة البرجوازية الفرنسية نتيجة تطور الرأسمالية في أحشاء النظام الإقطاعي وصارت هذه الثورة نفسها سبب ترسخ النظام الرأسمالي.
3.  الضرورة والصدفة:-هي متضادان تماما فالضروري يظهر حتما ويعبر عن شيء هام ,جوهري أما الصدفي(العرضي)فيمكن إن يكون أو لايكون ولا يمثل شيئا هاما بالنسبة للعملية المعنية ولكنهما مرتبطين جداً.فقد تم اكتشاف النشاط الإشعاعي للاورانيوم على يدي العالم الفرنسي بيكيرل صدفة :-تصادف وجود ملح الاورانيوم بجانب صفيحة ضوئية في خزانة واحدة ولكن من الواضح انه حتى لو لم تأتي هذه الصدفة لكان اكتشاف النشاط الإشعاعي سيتم عاجلا أم أجلا
4.  الإمكان والتحقيق :-فالأشياء لا توجد سرمديا فبعضها يظهر ,يتحقق,أذا توفرت الظروف اللازمة لذلك.
5.  المضمون والشكل :-إن الأشياء كلها تتألف من عناصر معينة .وتجري فيها عمليات ما وهذه العناصر والعمليات تؤلف المضمون الشكلي.
6.  الجوهر والظاهرة :-أول ما تقع علية العين هو المظاهر الخارجية فقط فيما بعد وبنتيجة الدراسة نتعمق في سير أغوار صفات الشيء ونبدأ بادراك مغزاه وهدف استعماله.





4) الوعي –خاصية المادة الرفيعة التنظيم:-
·       لا وعي بدون المادة
·   أنها صورة ذاتية للعالم الموضوعي وقد سخِر لينين من الفلسفة التي تفصل الوعي عن الدماغ فسماها "فلسفة بدون دماغ"
·   أن الوعي هو قدرة المادة الرفيعة التنظيم على عكس العالم الخارجي في صور ذهنية ,وبفضلة يمكن للإنسان إدراك الواقع المحيط بة,وتنظيم نشاطه العلمي.
س:-كيف يدرك الإنسان العالم .كيف تجري معرفة الإنسان للعالم الخارجي وإدراكه لقوانين تطوره ؟
ج:-منذ الأيام الأولى من الحياة يبدءا تعرف الإنسان على موضوعات العالم الخارجي فعندما يرى الطفل المصباح الكهربائي لأول مرة ينطبع في وعيه تصور عنة كمصدر للضوء وهكذا.ثم إن طريق المجتمع البشري في معرفته للعالم يذكر,إلى حد ما,بطريق تطور معرفة الإنسان المفرد.ففي العصر القديم لم يكن الناس يعرفون شيئا عن طبيعة الكهرباء .وكان الرعد يثير فيهم مشاعر الرعب,وبدوالهم متجليا لغضب الآلهة .وليس من العبث أن الالة زيوس في الأساطير اليونانية يصور وبيده الرعد.
ولكن المعرفة ليست مجرد عكس للعالم الخارجي في دماغ الإنسان فهي ,كما يقول لينين,عملية معقدة لانتقال الفكر من الجهل إلى المعرفة .ومن المعرفة غير الكاملة وغير الدقيقة إلى معرفة أكثر كمالا ودقة .وبما أن العالم لا متناه فان المعرفة غير متناهية.

·                 مراحل المعرفة
1.  الإدراك الحسي :- فنحن نتعرف على العالم بواسطة الحواس مثل كل شيء بالنظر والسمع واللمس –فهي أشبة بالقنوات التي تصلنا عبرها المعلومات الخاصة بالعالم المادي.
2.  التفكير المنطقي :-أو المجرد –فالتعمق في جوهر الظاهرة ينبغي إمعان الفكر في المعلومات المحصلة عبر الحواس وتنسيق هذه المعلومات ,وإبراز الرئيسي فيها.وان عمل الفكر هذا ,تجرده عن التفاصيل والنواحي الجزئية يتيح صياغة المفاهيم.
· الحقيقة ومعاييرها :- إن هدف المعرفة البشرية هو تحصيل الحقيقة ,أي المعرفة الصحيحة (إن معيار الحقيقة الأمين هوالممارسة الاجتماعية , أي نشاط الناس عن طريق تغيير العالم المحيط).
·            الممارسة كأساس للمعرفة :-ليست معيارا للحقيقة فقط .فهي منطلق النشاط المعرفي
·     إن وحدة النظرية والممارسة هي مفتاح فهم فعالية الوعي ,"دورة التصويري الكبير .فليس الوعي مجرد انعكاس سبلي للواقع مجرد انعكاس خارجي .فهو يقتحم العالم ,ويغيره عبر نشاط الناس العملي.





الفصل الثاني :- نظرية تطور المجتمع
تكشف المادية التاريخية عن المنطق الموضوعي الداخلي للتاريخ
5) الفهم المادي للتاريخ:-
·   الوجود الاجتماعي والوعي الاجتماعي :-إن تاريخ المجتمع يتميز إلى حد كبير عن تطور الطبيعة .ففي الطبيعة ليس ثمة قوى واعية فالتطور فيها يجري على نحو عفوي أما في المجتمع فيفعل الناس ,ذوو الوعي والإرادة منهم يطرحون أهدافا معينة نصب أعينهم ويعملون لتحقيقها .فلكي يعيش الإنسان ينبغي علية قبل كل شيء تلبية متطلباته في الغذاء والملبس والحذاء والمسكن وغيرها وهذه المتطلبات شاء أم أبى تضطره للدخول في علاقات معينة مع الطبيعة ومع الناس الآخرين .يزرعون الحقول ويبنون المساكن ويخيطون الثياب….. ومن هذا كله تشكل حياة الناس المادية ,وجودهم الاجتماعي الذي له قوانينه الموضوعية غير المرهونة بطبيعة الأفكار والنظريات القائمة في المجتمع.
·   بفضل العمل انفصل الإنسان عن عالم الحيوان ,والعمل شرط طبيعي وضروري للحياة البشرية ,لوجود المجتمع وتطوره .
·   ووجود الناس الاجتماعي يحدد وعيهم الاجتماعي  أي آراءهم وتصوراتهم وأفكارهم ونظرياتهم ومعتقداتهم
·   إن أساس التطور الاجتماعي يجب البحث عنة لا في وعي الناس ,بل في وجودهم الاجتماعي ,في تطور إنتاج الخيرات المادية.
·   القوى المنتجة والعلاقات الإنتاجية :- يتألف الإنتاج الاجتماعي من سلسلة كاملة من العناصر فلا بد له قبل كل شيء من مادة أولية يصنع منها الأشياء اللازمة للإنسان أي بعبارة أخرى الموضوع الذي يتوجه نشاط الناس العملي نحوه ,فموضوع العمل .لايمكن إنتاج الخيرات المادية باليد وحدها فحتى ابسط الأعمال يقوم بها الإنسان بواسطة المطرقة والفأس…وهذه تسمى أدوات العمل والى جانبها يتطلب الإنتاج العملي نفسه بناء المصانع والمستودعات ومصادر الطاقة ….وسائل الإنتاج وأخيرا ينطوي الإنتاج على نشاط على نشاط الناس العملي نفسه فالكادحون منتجو الخيرات المادية هم العامل الأهم في الإنتاج ثم إن وسائل الإنتاج التي صنعها المجتمع مع الناس ذوي المعارف والخبرات الضرورية لتحريكها,تشكل قوى المجتمع المنتجة وهي مؤشرات على العلاقة المادية بين المجتمع والطبيعة .فمستوى تطورها دليل على درجة تحوير الإنسان للعالم المحيطة.
· ومن المتعذر على المرء إنتاج الخيرات المادية لوحدة فحتى لو تخيلنا روبنسون كروزو,الذي يقوم,بعيدا عن المجتمع وفي جزيرة غير مأهولة ,بإنتاج وسائل البقاء الضرورية لة فأنة سيستخدم أدوات إنتاج التي صنعها المجتمع وطورها ومعها الخبرة الإنتاجية والمعارف التي جمعتها الأجيال وهذا يترتب علية اثناءة الدخول في علاقات إنتاجية فيما بينهم وفي صلب العلاقات الإنتاجية تقوم ملكية وسائل الإنتاج وبفهم الاقتصاديون البرجوازيون الملكية على أنها مجرد حيازة للأشياء ,ويتجاهلون طبيعتها ,فلا يرون أنة وراء أية ملكية يقف لون معين من العلاقات الإنتاجية ففي ظل الملكية العامة تقام علاقات التعاون بين الشغيلة ويوزع المنتوج لصالح الكادحين ,ولا وجود لطبقات طفيلية أما الملكية الخاصة فتولد علاقات الاستغلال والاضطهاد وهذه الطبقات تستأثر بالقسم الأكبر من الخيرات المادية التي صنعها عمل المُستَغلين وتعاني الطبقات المضطهدة من البؤس والحرمان.
· قانون توافق العلاقات الإنتاجية مع طابع ومستوى تطور القوى المنتجة يشكل الإنتاج الدائم للخيرات المادية الشرط الأساسي لوجود المجتمع البشري .فلو توقف الإنتاج لهلك المجتمع بعد استنفاذ المؤن المخزنة ,ويبين التاريخ أن الإنتاج يتطور اذانة يتجدد باستمرار ويتغير وتتطور القوى المنتجة والعلاقات الإنتاجية على السواء .وتمر بمراحل كالتالي
1.  المجتمع البدائي : ففي المراحل الأولى من التاريخ البشري كان مستوى القوى المنتجة متدنيا للغاية فالعصا والفأس الحجرية …تلك هي أدوات الإنتاج الأساسية في ذلك العصر .وبمشقة بالغة كان بوسع الناس تلبية الحد الأدنى من متطلباتهم .وحتى هذا الحد كانوا يحصلونه بعملهم معا فقط .وعلية فمن الطبيعي انه لم يكن وسائل الإنتاج ومنتوجات العمل ملكاً لا أشخاص منفردين وإنما كانت ملكاً للجماعة ككل ,وكانت الملكية العامة تعود إلى المستوى المتدني لتطور القوى المنتجة .ولم يكن الاستغلال أمرا ممكناً آنذاك ,فداخل المشاعة القبلية كانت تسيطر علاقات التعاون العملي وهكذا كانت العلاقات الإنتاجية تتوافق مع مستوى تطور القوى المنتجة وأحيانا يسمى النظام المشاعي  البدائي  نظاما شيوعيا .ولكن هذه الشيوعية كانت شيوعية بدائية .فلم تكن تقوم على الوفرة بل على البؤس والحرمان .وفي ذلك كانت تكمن محدوديتها ,وحتمية هلاكها مستقبلاً.
ولنتتبع مجرى التطور اللاحق كانت أدوات الإنتاج تتحسن تدريجياً .وجرى تقسيم العمل في المجتمع فالي جانب الزراعة ظهرت تربية القطيع ثم الصناعات الحرفية وادي تقسيم العمل إلى تبادل المنتوجات فكان المزارع يحتاج إلى منتوجات مربي الماشية …ولم يكن لهم تلبية هذه الاحتياجات ألاعن طريق التبادل …وأدى تقدم الإنتاج إلى إزاحة هذه العلاقات .وبفضل وسائل العمل الجديدة صار بإمكان الشغيل أن ينتج أكثر مما هو ضروري لوجوده وبظهور فائض المنتوج تنشا الملكية الخاصة ويصبح استغلال الإنسان للإنسان أمرا ممكنا ويظهر هذا الاستغلال بنتيجة تحويل أسرى الحرب وحتى المفلسين من إفراد القبيلة إلى عبيد ويتراجع المجتمع البدائي ليخلي مكانة للمجتمع العبودية .
2.  المجتمع العبودي فيه تكون وسائل الإنتاج بيد ملاك العبيد وهم يمتلكون عملياً"أداة عمل ناطقة" ,وكانت العلاقات الإنتاجية للمجتمع العبودي تتوافق في المراحل الأولى مع القوى المنتجة .ففي ظل المستوى المتدني للقوى المنتجة لم يكن تقدم الثقافة المادية والروحية ممكنا إلا عبر الاستغلال القاسي لجمهور العبيد ,وأتاح تجميع عمل العبيد إقامة منشاة ضخمة :قنوات ومجاري المياه وأهرامات ومسارح وملاعب وغيرها .واتسعت إمكانيات تنمية الإنتاج ,وتطوير الثقافة ويجري فصل العمل الذهني عن الجسدي …ويتطور العلم والفن .
ولكن التاريخ يمضي في مسيرته فكانت القوى المنتجة تتحسن أكثر فأكثر :ارتفع مستوى الزراعة وأحرز الناس نجاحات كبيرة في إنتاج المعادن والأدوات المعدنية …..وراحت العلاقات الإنتاجية العبودية تضيق على القوى المنتجة فلم يكن العبد ذا مصلحة .في تحسين عملة ولا يعمل إلا تحت السوط وكان عملة متدني واستنفذت العبودية نفسها وأخلت مكانها للعلاقات الإقطاعية.
3.  المجتمع الإقطاعي فيه تكون وسائل الإنتاج الأساسية ملكاً للإقطاعيين إما الشغيلة (الفلاحون) فلم يكونوا يملكون إلا المعدات البسيطة لزراعة الأرض ولتربية الماشية ,واستغل الإقطاعيون كون الفلاحين بدون أراضي أن يرغموهم على العمل لصالحهم .وكان الإقطاعي يقدم لهم قطعة من الأرض لقاء قسم من محصولها (الريع الطبيعي,او الجزية) والعمل في أراضية (التعويض بالعمل ,او السخرة).
وبتطور المدن والإنتاج الحرفي وتعمق تقسيم العمل وتشكلت تدريجيا الأسواق القومية .وأضعفت العلاقات البضائعية النقدية النظام الإقطاعي واستمر التطور ,وقامت المافيناكتورة,وصارت تزاحم أصحاب الحرف ,وظهرت الماكينات التي تتيح صنع منتوجات اكبر بكثير وراحت المصانع والفبارك تنمو نمو الفطور بعد المطر .
وكان التكنيك الجديد هو الحاجة إلى شغيلة متمردين من التبعية الإقطاعية وأكثر ثقافة وتطور وأخلى مكانة للنظام الرأسمالي .
4.  الرأسمالية في ظلها تتركز وسائل الإنتاج بيد الرأسماليين .وهنا يكون العمل محروما من هذه الوسائل ويكون مضطرا لبيع قوة عملة للبرجوازي –رب العمل .ورغم ان العلاقات الإنتاجية الرأسمالية تفتح إمكانيات واسعة لنمو القوى المنتجة إلا أنها رغم أنها تطور القوى المنتجة تطويرا عافاً,تحضر المقدمات المادية لهلاكها فالقوى المنتجة الجديدة لم تعد تنحشر في اطر العلاقات الرأسمالية الضيقة ويولد هذا تناقضات حادة ,تنعكس في الأزمات والبطالة وتخريب القوى المنتجة .وتنضج ضرورة الانتقال الى الاشتراكية.حيث توفر العلاقات الإنتاجية الجديدة إمكانيات واسعة لنمو القوى المنتجة ,وتكون محركا لها في المراحل الأولى .ومن ثم تتجاوز القوى المنتجة اطر العلاقات الإنتاجية القائمة ومن جديد يظهر عدم توافق بين جانبي أسلوب الإنتاج .ويقوم التاريخ بقفزة جديدة في تطوره.
· الطبيعة والمجتمع :-تجري الحياة الاجتماعية في البيئة الطبيعية وفي ذلك يقول ماركس :"إن العمل هو ,في المقام الأول عملية تتم بين الإنسان والطبيعة ,ويقوم فيها الإنسان ,عبر نشاطه ,بالتوسط في تبادل المواد بينة وبين الطبيعة ,وبتنظيم هذا التبادل وضبطه".
· ففي الوسط الطبيعي يجد الإنسان موضوع العمل ومصادر الطاقة والمواد اللازمة لتحضير وسائل الإنتاج ,والإنسان نفسه يشكل ,بصفاته البيولوجية جزءا من الطبيعة وقد أشار انجلز إلى إننا لا نتواجد خارج الطبيعة بل على العكس فإننا ,"بلحمنا ودمنا ,ودماغنا,ننتمي إليها,ونوجد داخلها".
ومن هنا تنهض مسالة العلاقة بين الطبيعة والمجتمع.
هناك رأي شائع نسبيا في السوسيولوجية البرجوازية .يذهب إلى أن العوامل الطبيعية هي التي تلعب الدور الحاسم في تطور المجتمع .وبين ألوان هذا الرأي يأتي ما يسمى بالحتمية الجغرافية.صحيح إن وضع البلاد الجغرافي ومواردها الطبيعية ومناخها تمارس تأثيرا معينا على تطور ها الاجتماعي .ولكن البلدان ,المتساوية من حيث الظروف الطبيعية ,لا يتعذر أن تختلف من حيث النظام الاجتماعي السياسي .كذالك يتعذر تفسير تبدل النظام الاجتماعي بعوامل جغرافية.
ومن المتعذر أيضا تفسير الحياة الاجتماعية بالعوامل البيولوجية فبرغم كون الإنسان جزءا من الطبيعة فانه ليس لشفرته الوراثية ولا لسماته العرقية ولا لغرائزه ,أن تحدد قوانين التطور الاجتماعي .لان هذه القوانين ذات طابع اجتماعي لا بيولوجي وتفعل على أساس العلاقات الاجتماعية .
· إن نهب الطبيعة وثرواتها نتيجة مباشرة لما يتميز بة النظام الرأسمالي من ركض وراء الربح ,لا يعرف قيد أو حدا.وبهذا ,قبل غيرة ,تفسر الخسارة الفادحة التي لحقت بالبيئة المحيطة ,كالإبادة البربرية للغابات ,وتلوث الأنهار وأحواض المياه ….وغير ذلك .وعلى هذا النحو تنتقم الطبيعة من المجتمع لموقفة الأناني وغير المتعقل منها .وان النظام الاستغلالي وما يولده من نزوع لجني الربح بأي ثمن هما اللذان ينطويان على خطر الإخلال بالتوازن البيئوي ,بعواقبه السلبية التي لا يمكن التنبؤ بها ,بالنسبة للأجيال القادمة.
·   أما المجتمع الاشتراكي ,بما يتميز بة من تخطيط للاقتصاد فيوفر في المجتمع الشيوعي .ففيه يغدو الانسجام بين الطبيعة والمجتمع سمة جوهرية لتقدم البشرية ومقدمة للتطور الشامل ,المبدئي والروحي ,لكل إنسان.
6) التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية :-
أولا نفهم التالي
1.  القاعدة :-هي بنية المجتمع الاقتصادية التي تمثل منظومة من العلاقات الإنتاجية المعينة(اشتراكية أو رأسمالية)
2.  البناء الفوقي :-هو جملة الآراء والأفكار والنظريات الاجتماعية ,والعلاقات السياسية والحقوقية والأخلاقية والثقافية المتنوعة ,وكذلك المؤسسات والتنظيمات.
3.  القاعدة والبناء الفوقي مترابطان عضويا .فلكل قاعدة اقتصادية بناء فوقي ,سياسي وأيديولوجي يوافقه ففي الرأسمالية النظريات السياسية والاقتصادية والفلسفية البرجوازية تذود عن مصالح الرأسمال.
أما الاشتراكية تعبر الدولة والإيديولوجية والأخلاق عن مصالح الطبقة العاملة والكادحين عامة .
س:-ماهي التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية:-إن ترابط القاعدة والبناء الفوقي يتيح تصور الحياة الاجتماعية كلا واحدا فتكف هذه الحياة عن كونها حشدا عشوائيا من الوقائع والأحداث فان منظومة العلاقات الإنتاجية تكون للمجتمع بمثابة الهيكل العظمي للجسم أما علاقات الناس للأيديولوجية ونشاطهم الروحي واراهم ومصالحهم السياسية ومثلهم الأخلاقية فتكسو الهيكل لحما ودما ,وتشكل معه العضوية الاجتماعية الحية المتطورة .
-إن المرحلة القانونية من التطور التاريخي ,القائمة على أسلوب معين في الإنتاج ,ومعه قاعدته وبناؤه الفوقي ,تسمى التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية .
· إن التطور الاجتماعي لا يتم في حلقة فحلقة وإنما يجري على نحو صاعد ,من الانى إلى الأعلى .ويعني هذا أن ثمة تقدما اجتماعيا في التاريخ.
7)  الطبقات والصراع الطبقي:- ماهي الطبقات –إن كافة المجتمعات ,ما عدا المجتمع المشاعي البدائي تنقسم إلى طبقات .ففي المجتمع العبودي هناك العبيد وملاك العبيد ,وفي المجتمع الإقطاعي .الفلاحون والإقطاعيون,وفي المجتمع الرأسمالي ,العمال والبرجوازيون .فما هي المؤشرات الأساسية للطبقة:
 في المجتمع البرجوازي يتميز العمال والرأسماليون بظروف الحياة والآراء السياسية والعالم   الروحي حتى وباللغة والملبس أحيانا
· أعطى لينين التعريف الكلاسيكي التالي للطبقات الاجتماعية :"الطبقات-مجموعات كبيرة من الناس ,تتمايز فيما بينهما بالمكان الذي تشغله في منظومة تاريخية معينة من الإنتاج الاجتماعي ,وبعلاقاتها (المحددة والمكرسة بالقوانين ,في معظمها) بوسائل الإنتاج ,وبالدور الذي تلعبه في التنظيم الاجتماعي للعمل ,وبالتالي بكيفية الحصول على حصته من الثروة الاجتماعية وبمقدار هذه الحصة".


· أداة السيطرة الطبقية :- إن الطبقات الاستغلالية إذ تمتلك وسائل الإنتاج ,تستخدم جبروتها الاقتصادي لإخضاع الطبقات المضطهدة ولكن التبعية المادية وحدها لا تكفي  لذا فانه منذ فجر المجتمع الاستغلالي الطبقي اكتمل الإكراه غير الاقتصادي فتشكلت منظومة كاملة من السيطرة الطبقية تقوم على استخدام الوسائل والأدوات السياسية والحقوقية والعسكرية والإيديولوجية في استرقاق الجماهير ,إنما المؤسسة المركزية في هذه المنظومة ,والمنظم الرئيسي والمشرف الأساسي فيها ,فهو الدولة .
· إن الدولة هي أداة بيد الطبقة السائدة لإخضاع وقمع الطبقات المضطهدة .كانت الدولة منذ أول عهدها ,تقوم بعدد من الوظائف ,التي بدونها لا يمكن للمجتمع أن يتطور ,مثل تنظيم الأعمال الاجتماعية العامة بناء الطرق والمستشفيات…إلا أن هدف الدولة الأسمى هو العناية بالأهالي ,أما في الحقيقة فان الوظائف الاجتماعية النافعة إنما تقوم بها الدولة الاستغلالية على أساس ابتزاز الكادحين في الإطار الضروري لوجود المجتمع أما عنايتها الرئيسية فكانت ولا تزال هي المحافظة على الأنظمة التي أقامت الطبقة السائدة .
·  أنماط أساسية ثلاثة للدولة الاستغلالية :عبودية ,وإقطاعية ,وبرجوازية
· شكل الدولة يتوقف على 1.شكل الحكم 2. النظام السياسي .وثمة شكلان أساسيان للحكم :ملكي وجمهوري
· الملكية هي سلطة شخص واحد (الملك ,القيصر,الإمبراطور ) تكون وراثية ويستند الملك إلى الطبقة السائدة وينفذ رغباتها في نهاية المطاف وإذا افترقت أفعال الملوك ونواياهم عن مصالح الإقطاعيين والنبلاء البرجوازيين فان هذه الفئات تعمل كل مافي وسعها لتبديلهم….
· أما الجمهورية فهي السلطة التي تمارسها أجهزة منتخبة ,ومن البديهي أن المجتمع الاستغلالي يعبر الحكم الجمهوري ,هو الأخر عبر مصالح الطبقة السائدة .كأن تجمع على الأغلب بين "سياسة السوط وسياسة الكعكة"
· الديمقراطية ,تعني تنظيما للدولة ,يعلن مشاركة الجماهير في الإدارة وحرية الشخصية أي إمكانية استخدام المواطنين للحقوق السياسية (مساواة الجميع أمام القانون,حرية الكلمة والصحافة والاجتماعات ,وحرمة المسكن ,وغيرها)ولكن الديمقراطية في المجتمع الطبقي تتسم حتما بطابع طبقي .أي تكون محدودة ,ففي الجمهوريات العبودية من نمط أثينا أو روما الباكرة كان قسم كبير من السكان (العبيد)محروما من أية حقوق .وفي الجمهوريات المدنية في القرون الوسطى (فينسيا وفلورنسا في ايطاليا وروسيا)كانت السلطة عمليا بيد أغنياء التجار ورؤساء الحرف
· القوى المحركة للتاريخ إن تاريخ المجتمع الاستغلالي كله يطفح بصراع لطبقات ,ومنذ بداية القرن وحتى أيامنا تنشب في البلدان الرأسمالية المعارك الطبقية التي تخوضها البروليتاريا.
    س :- ما أسباب الصراع الطبقي ,وما هو دورة في تاريخ المجتمع ؟
 ج :- إن الصراع الطبقي ينبع حتما من التناحرات الاجتماعية بين الاستغلاليين والمستغلين.
· ان استبدال نظام اجتماعي بأخر ,أكثر تقدما لا يمكن أن يحدث بحد ذاته تلقائيا .فلكي يحدث هذا ينبغي تحطيم مقاومة الطبقات الرجعية التي تدافع عن العلاقات الإنتاجية العتيقة
· إن الصراع الطبقي هو القوة المحركة للتاريخ في كافة التشكيلات الاستغلالية –يبلغ هذا الصراع ارفع مستوياته وأقصى مدى له من الحدة في فترات الثورات الاجتماعية .
· الثورة الاجتماعية في تاريخ البشرية يمكن ان نميز بوضوح فترات من التطور التدريجي الى هذا الحد أو ذاك ,وفترات من التحطيم العاصف للنظام الاجتماعي.
· إن التحطيم الجذري للنظام الاجتماعي ,الذي بفضلة يجري الانتقال من تشكيلة اقتصادية اجتماعية إلى أخرى ,يدعىبالثورة الاجتماعية.
· وفي الثورات الاجتماعية يتجلى على خير وجه الدور التاريخي للطبقات المضطهدة والمستغلة .نضالها هو الذي ينسف دعائم المجتمع القديم ومنها بالذات تتشكل المجموعات الضاربة التي تقتحم معاقل الطبقات الرجعية .وتدافع بصلابة عن الانجازات الثورية ., ويمكن مقارنة الثورة الاجتماعية بالزوبعة التي بعدها ينقى الجو ويسهل التنفس .والثورات تزيح العوائق في طريق التقدم الاجتماعي .وقد سماها ماركي قاطرات التاريخ
  8)الأمم والعلاقات القومية:-
· أشكال اجتماع الناس ما قبل القومية –تواجدت منذ القدم أشكال تاريخية لمعيشتهم المشتركة وكانت العشيرة والقبيلةأول إشكال مثل هذه المعيشة ففي المراحل الأولى من تاريخ المجتمع كان الناس موجودين وفقا لرابط الدم في المقام الأول وكانت هذه الجماعات –العشائر –تعيش حياة مشاعية وكانت ترغمهم على ذلك الضرورة الاقتصادية :الحاجة إلى التنظيم الجماعي للاقتصاد ولتكديس ونقل مهارات العمل .ولتربية الجيل الناشئ وبمرور الزمن كانت المشاعة العشائرية تكبر وتتفرع إلى مشاعات .وراحت العشائر تتحد في قبائل كانوا يضموا مئات بل آلاف الأشخاص .لهم لغة واحدة –تشغل ارض معينة-لهم تصورات دينية واحدة –عادات وطقوس مشتركة .وكانت حياة العشيرة والقبيلة تبنى كلها على أسس ديمقراطية عفوية .كان يترأسهم الشيوخ المنتخبون من قبل أبناء العشيرة الراشدين وكان يدير شئون القبيلة مجلس ينتخبه في اجتماع عام .
· وفي المراحل المتأخرة صارت تتشكل اتحادات القبائل القريبة ,وكان هذا ينبع سواء من الاحتياجات الاقتصادية أو العسكرية .ولكن الرابطة الرئيسية ظلت كما في السابق تتمثل في قرابة الدم ثم أدى نمو القوى المنتخبة وتوسع التبادل إلى استبدال روابط القرب تدريجيا بروابط الأرض .مما أدى إلى تشكل الشعوب وبعدها الأمم.
· الشعب والأمة :- بتطور العلاقات الاقتصادية تعاظم دور قرابة الأرض ,حتى ولو كانت تربط بين أناس لا تجمعهم صلة الدم .وبهذا قام الشعب تظهر الشعوب في العصرين العبودي والإقطاعي .ففي عصر العبودية مثلا تشكل الشعب المصري والإغريقي والروماني .وفي العصر الإقطاعي ظهرت الشعوب الأوربية الغربية وفي القرن التاسع تشكل الشعب الروسي من قبائل السلاف الشرقيين .ولكن الشعب شكل غير مستقر بعد لاجتماع الناس .حيث تفككت الكثير من الشعوب القديمة في حين أرسى بعضها الأخر أسس أمم مختلفة فمن الشعب الروسي القديم ظهر الروس والأوكرانيون والبيلوروس .ويعود عدم وثاقة الروابط التي تجمع الشعب إلى انه كان لا يزال يفتقر إلى اقتصاد موحد وان إطار الثقافة العامة المشتركة ظهرت فوارق محلية قومية لمل اللغات المشتركة فتحللت إلى لهجات .
· إن الأمة هي جماعة مستقرة من الناس ,توحدهم الروابط الاقتصادية والجغرافية (رابطة الأرض)واللغوية والثقافية وقد قام الإيديولوجيين البرجوازيون ولا يزالون بمحاولات للنظر إلى الأمة لا من الزاوية التاريخية بل على الصعيد البيولوجي وعلى هذا الأساس وضع الفاشيون النظرية الإنسانية حول "تفوق "العرق الآري .

9) الضرورة التاريخية ونشاط الناس :-
· الناس يصنعون تاريخهم بأنفسهم :- ما هو دور الناس في العملية التاريخية ؟آلا يشكل الإنسان أداة عمياء للضرورة التاريخية ؟
  تحكي الأساطير اليونانية القديمة عن القدر المحتوم .الذي يسيطر على الناس والآلهة .فليس بوسع الإنسان تجنب المصير الذي رسمته له آلهة القدر "مويرا".
· إن الأيدلوجيين البرجوازيين في سعيهم إلى دحض الماركسية اللينينيية يزعمون أنها تقود إلى الجبرية إلى القول بان كافة الأحداث التاريخية معينة ومحددة مسبقا فلماذا النضال من اجل الاشتراكية والشيوعية
ولكن قوانين التاريخ تتميز عن قوانين الطبيعة بأنها تشق طريقها عبر نشاط الناس .مثلا عندما تحولت العلاقات الإقطاعية إلى أصفاد للقوى المنتجة ظهرت الحاجة إلى تصفيتها ..وجاء النضال الثوري للجماهير المضطهدة فحطم النضال الإقطاعي
· الضرورة التاريخية والحرية :- يزعم الأيديولوجيين البرجوازيين عادة أنة لا يمكن الجمع بين الضرورة والتاريخية والحرية البشرية . أما في حقيقة الأمر فان الحرية والضرورة لا تستثنيان احدهما الأخر أبدا فثمة ارتباط ديالكتيكي بينهما . ومثال ذلك يأتي نشاط الشعب السوفيتي بقيادة الحزب الشيوعي ويسعى الحزب لتنظيم أفعال الكادحين بما يتفق وقوانين التطور الاجتماعي والنتائج معروفة في الاتحاد السوفيتي تم بناء المجتمع الاشتراكي .وهكذا فن الضرورة لا تستثنى الحرية وبالعكس فان الحرية لا تستثني الضرورةفالحرية تقوم في معرفة الضرورة وفي استخدامها العملي.
· الجماهير الشعبية والرجال العظام:- عندما نتصفح كتاب التاريخ تطالعنا أسماء أشخاص تركوا أثرا عميقا في حياة المجتمع وبالفعل فان الشخصيات الفذة تلعب دورا كبيرا في التاريخ.(كنابليون –الاسكندر المقدوني –يوليوس قيصر)
   ودور الرجل العظيم يقوم في انه يعي المتطلبات الاجتماعية أكثر وضوحا من غيرة .ويعبر عنها بدقة اكبر من الآخرين ويعبئ القوى الطليعية ويقود نضالها من اجل تلبية هذه المتطلبات.
·   أهمية الماركسية الاجتماعية –ظهرت الفلسفة الماركسية تعبيرا عن مصالح البروليتاريا ,وهي الطبقة التي تقوم رسالتها التاريخية في الإحاطة بالنظام الاستغلالي وبناء الشيوعية .فكيف يمكن القيام بذلك؟
   للإجابة عن ذلك يقول ماركس "كان الفلاسفة يكتفونبتفسير العالم على أنحاء مختلفة ولكن المهم هو تغييره".
وعلية فالفلسفة الماركسية برسمها لوحة علمية للعالم وبكشفها عن قوانين التطور الاجتماعي تحولت إلى سلاح روحي بيد الطبقة العاملة .بيد الجماهير الكادحة
.
·      واصل بشرح الامبريالية +الرأسمالية الاحتكارية




·      ثم الاشتراكية 1.العلاقات الاقتصادية
                 2. العلاقات الاجتماعية :-
· مجتمع الكادحين:-البنية الاجتماعية  للمجتمع السوفيتي تمثل الطبقة العاملة أكثر طبقات المجتمع السوفيتي تعددا فيها 80 مليون عامل ..ويشكل الفلاحون الطبقة الأساسية الثانية في المجتمع السوفيتي وهم يمثلون حوالي 14%من السكان .فئة الانتلجنسيا (المثقفين) تتنامى في المجتمع السوفيتي وهي تتكون في معظمها من الأخصائيين ألرفيعي التأهيل .الذين يشتغلون في الإنتاج المادي والعلم والتكنيك والثقافة والطب والتعليم…
·  علاقات اجتماعية جديدة :-ماهي السمات الرئيسية للعلاقات الاجتماعية في المجتمع الاشتراكي ؟
ابرز هذه السمات المساواة الفعلية بين الناس في كافة ميادين الحياة الاجتماعية فبعكس المجتمع الرأسمالي فان الأساس الاجتماعي للاتحاد السوفيتي هو تحالف الطبقة العملة والفلاحين الكلخوزيين والانتلجنسيا الشعبية.وبهذا يتحقق وحدة المجتمع الاجتماعية والسياسية والفكرية وذلك بقيادة الطبقة العاملة
الفصل التاسع :- حياة المجتمع الاشتراكي الروحية .
تكوين الشخصية المتطورة من كافة الجوانب :-
32) الفرد والمجتمع:- مناظرة حول الإنسان تحمل الشيوعية للناس وفرة من الخيرات المادية والروحية وتوفر الظروف للهناء والسعادة ومن اجل هذا كله تتقدم بمتطلبات جدية منهم..
· إن تربية الناس الجدد تعني تجديد نفسيتهم ,تجديد نظرتهم إلى العمل والمجتمع والأسرة ,أي القيام بثورة حقيقية في وعيهم وسلوكهم —-فهل بلامكان حل مثل هذه المهمة عموما ؟- كلا :-ذلك جواب علماء الاجتماع والأخلاق البرجوازيين لان الإنسان كائن وضيع بطبيعته فأنت تقول لا تقتل –لا تسرق ...لا –ومع ذلك ترهق الدماء في العالم ….والسرقة على قدم وساق ….نعم !-ذلك جواب الماركسيين فمن الممكن إعادة تربية الإنسان.
· تأثير المجتمع على الفرد والفرد على المجتمع —-تحدث ماركس عن ذلك بقولة :"إذا كان الإنسان كائنا اجتماعا بطبيعته فأنة يترتب على ذلك أنة لا يمكن له أن يطور طبيعته الحقة إلا في المجتمع ,فعلى قوة طبيعته ينبغي الحكم لا من ضوء قوة أفراد منغوليين وإنما في ضوء قوة المجتمع بأسرة ".وهنا تنعكس الفكرة العميقة حول الأصل الاجتماعي للإنسان ,حول انصهاره العضوي مع المجتمع وليس بوسع الإنسان أن يعبر عن ذاته إلا عبر النشاط الاجتماعي .
·   علم الأخلاق الماركسي اللينيني:-إن علم الأخلاق "اللاطيقا" يدرس أصل القواعد الأخلاقية ويفسرها ويحدد معايير التصرفات البشرية من زاوية المتطلبات الأخلاقية.
وتحدد اللاطيقا الماركسية اللينينية الأخلاق بأنها جملة المتطلبات الخاصة بالسلوك المطلوب للإنسان في المجتمع .
    وتختلف عن الحقوق بأنها الالتزام بالقواعد الحقوقية يضمن في حالة الضرورة من قبل الاكراة التي تتمتع بها الدولة ,أما مراعاة القواعد الأخلاقية فتضمن بتأثير الوعي العام.
·   ترى أن الأخلاق في المجتمع الطبقي تكون حتما ذات طابع طبقي ,فتعمل كل طبقة اجتماعية لوضع منظومتها الخاصة من معايير أو القيم الأخلاقية.
34) سمات الوعي الاشتراكي:-
·   العمل –شرف للإنسان:- إن العمل هو مصدر كافة الخيرات الحياتية ,مصدر ثروة المجتمع مصدر البهجة والنهوض المعنوي ,ويساعد في تكوين الخصال الايجابية مثل الاستقلالية والمبادرة وحضور الذهن وقوة الشكيمة .وفي العمل الجماعي تتشكل علاقات جديدة بين الناس :تتعمق الصداقة والمساعدة المتبادلة والتعاون ألرفاقي وتتكون عادة التصرف بما يتوافق ومتطلبات الجماعة ورأيها.
·   ألنزعه الجماعية  إن الإنسان يشعر باطمئنان اكبر حين يكون عضوا متكافئ الحقوق في الجماعية وفردا محترما فيها فالاختلاف مع الجماعة يعود على المرء بالمعاناة العميقة .وهو ما أثبته الدستور السوفيتي "عناية الجميع بخير كل فرد ,وعناية كل فرد بخير الجميع ".
·   الإنسان صديق للإنسان ورفيق وأخ إن كون المرء جماعيا يعني فيما يعنيه محبة الآخرين وتمني الخير لهم .
·   الواجب الاجتماعي .الوطنية الاشتراكية والنزعة الأممية إن الواجب الاجتماعي هو مسئولية المرء الأخلاقية حيال مجتمعة,حيال شعبة,واستعداده لبذل كل ما في وسعة من اجل خيرة .وبالفهم الواضح للواجب الاجتماعي ترتبط ارتباطا وثيقا خصال عقائدية ,مثل الوطنية الاشتراكية والنزعة الأممية .فالوطنية هي شعور اجتماعي عميق يترسخ على مدى مئات وآلاف السنين من وجود الأوطان المفردة وينعكس فيها حب المرء لبلادة التي ولد فيها ونماء حبة لتاريخه ولشعبة الذي يحس بنفسه جزر لا يتجزأ منه .حتى بصورة عمياء
   لكن الوطنية الاشتراكية ليست شعور أعمى ,فالناس السوفييت يفتخرون بنجاحاتهم ولكنهم    جريئين في الكشف عن نواقصهم وعيوبهم ,ويبذلون كالجهود للتخلص منها.
   إن السمة المميزة للوطنية الاشتراكية هي ارتباطها العضوي بالنزعة الأممية باحترام الشعوب الأخرى باحترام ثقافاتها وتقاليدها القومية.فالأنانية القومية والشوفينية غريبتان عن الناس السوفييت.
35) الأخلاق الشيوعية والحياة العادية :-
· حياة المرء العادية ليست مسالة شخصية الحياة العادية هي الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه الإنسان عندما لا يشتغل بالنشاط الإنتاجي أو الاجتماعي ,وهنا سؤال أليست حياة المرء العادية شيئا شخصيا يخصه وحدة ؟ كلا فالحياة العادية ترتبط بالحياة العامة عبر آلاف الخيوط وتكون بمثابة جزء منها ومن الجلي إن ظروف حياة المرء العادية تكون الكثير من سمات طبعة ويتوقف مزاجه وقدرته على العمل وينعكس هذا كله على ملامحه المعنوية وعلى موقفة من العمل والجماعة.
· الأسرة والزواج تلعب الأسرة دورا كبيرا في حياة الإنسان وهي تمثل خلية المجتمع القائمة على علاقات القربة وترتبط الأسرة ارتباطا وثيقا بالنظام الاقتصادي والاجتماعي فهي أشبة بمرآة تنعكس فيها السمات الأساسية للنظام القائم ,وتأتي الاشتراكية فتحرر الأسرة من أصفاد العلاقات القائمة على الملكية الخاصة فالاعتبارات المالية تخلي مكانها للمشاعر البشرية الطبيعية ,أما الزواج الذي يستند إلى حسابات مادية فيعتبره المجتمع ظاهرة مشوهه ,لا أخلاقية.
  حررت الثورة الاشتراكية المرأة ,ومنحتها نفس ما للرجل من حقوق وتشارك المرأة جنبا إلى جنب مع الرجل في بناء المجتمع الجديد وقد فتحت أمامها أبواب الحياة الاجتماعية على مصراعيها .ونتيجة ذلك زالت الأرضية المادية والمعنوية لتبعية المرأة للرجل ,وازدادت أهمية الأسس الأخلاقية والفكرية للأسرة :المحبة والصداقة والاحترام التبادل بين الزوجين والإخلاص ووحدة الآراء والمصالح وغير ذلك.
· استئصال الظواهر السلبية لاتوجد في المجتمع الاشتراكي قاعدة اجتماعية واسعة للطمع والطفيلية وغيرها من تجليات نمط الحياة البرجوازية .
  قال لينين "فقط من خلال تعاون جمهور العمال والفلاحين الطوعي والنزيه ,المشع بالحماس الثوري ,في مراقبة ……..النصابين والطفيليين والاشقيا,يمكن الانتصار على مخلفات المجتمع الرأسمالي اللعين هذه نفايات البشرية هذه ,على هؤلاء الأشخاص المتعفنين بلا رجعة على هذا الوباء على هذا الطاعون على هذه القرحة التي أورثتها الرأسمالية للاشتراكية "
36) الغنى الروحي للمجتمع والفرد:- 
إن الاشتراكية توظف النمو الاقتصادي للمجتمع وتقدمة الثقافي بما يخدم تفتح قدرات الإنسان ومواهبه وغنائه الروحي ,فان الارتفاع بدرجة نضج المجتمع ,المضي قدما في بناء الشيوعية .يعنيان الزيادة المطردة لنضج وعي الفرد وإنماء عالمة الروحي
الثقافة الاشتراكية تخلق الاشتراكية كافة المقدمات الضرورية لازدهار الثقافة ,وينص الدستور السوفيتي على أن الدولة تعنى بتطوير التربية والعلم وتهدف إلى توسيع الإمكانيات الفعلية لتطبيق المواطنين لقواهم الخلافة وقدراتهم ومواهبهم ولتطور الشخصية المتناسق المتكامل.
· وقت الفراغ يرتبط غنى العالم الروحي ارتباطا وثيقا بالاستخدام الرشيد لوقت الفراغ ,وفي المجتمع الاشتراكي نتسع بإطراء إمكانيات استخدام الكادحين المثمر لوقت الفراغ ,الذي وصفة ماركس بأنة معيار غنى المجتمع
37) تطور الشخصية المتكامل
     إن تطور الإنسان المتناسق والمتكامل يفترض الجمع بين الطهر الأخلاقي والخصال الخلقية الرفيعة والكمال الجسدي
·  ترسخ الأخلاق الشيوعية :- إن الأخلاق الشيوعية التي يناضل الحزب لترسيخها :-
1. أخلاق جماعية:- فمبدؤها الأساسي هو أن كل فرد يعمل من اجل صالح الجميع والجميع يعملون من اجل صالح كل فرد .فلا أنانية ولا نفعية ضيقة
2. أخلاق إنسانية :- فهي تمجد الإنسان الكادح ومشبعة بالاحترام العميق له ولا تتساهل مع أي تعد على كرامته
3. أخلاق فعالة نشيطة :- فهي تستنهض الإنسان لانجازات جديدة في العمل والإبداع وللمشاركة الفعالة في حياة الجماعة والبلاد كلها .
·   الشرف والضمير والصدق :-يتعذر على المرء أن يكون في مستوى رفيع من العقائدية والخلقية مالم يكن نزيها ووجدانيا وصادقا وصارما إزاء الذات وان الشرف مفهوم واقعي : شرف العمل والشرف العسكري وشرف المهنة وشرف الجماعة ويتطلب شرف العمل من الإنسان أن يقوم بعملة على نحو متقن ,وبشعور الشرف يرتبط وثيقا مفهوم الضمير فان الضمير يملي على الثوري الشيوعي العمل بكل نزاهة وتفان لخدمة الشعب وكون المرء شريفا في الحياة تعني في الوقت نفسه كونه صادقا فالصدق وحدة في الكبائر والصغائر تربي الناس بروح الواجب الوطني الرفيع أما الكذب فليس من شانه إلا تشويه الوعي والشخصية والحيلولة دون المشاركة النشيطة في العمل البناء.
·   الكمال الجسدي :- من الضروري الجمع بين الدراسة والبحث والعمل وبين مختلف ألوان الرياضة ,واستكمال الاهتمامات الروحية بمزاولة التمارين الرياضية والباحة والنزهات وغيرها .ثم إن الغنى الروحي والتصرفات النبيلة لدى الإنسان الجديد يجب أن تتوافق بمظهرة الخارجي .(أقوياء الصحة وشديدي المراس )

38) نمط الحياة الاشتراكية :-كما يقول ماركس وانجلز :- "إن مفهوم نمط الحياة يعكس أهم السمات المميزة للمجتمع ولأعضائه ,والتي ترتبط بأسلوب الإنتاج القائم .ويشكل نشاط الناس العمل الجانب الأهم في نمط الحياة ولكن في نمط الحياة ينعكس ليس فقط أسلوب إنتاج الناس للخيرات المادية ,بل ونشاطهم في ميدان السياسة والثقافة وتنظيم الأسرة والمعيشة وطابع وقت الفراغ ,وغيرها
·  السمات الأساسية لنمط الحياة الاشتراكي السوفيتي :- أهمها ما يلي:
1. عناية المجتمع بالإنسان وبرخائه ,وما يقابله من عناية الإنسان بالمجتمع ,وشعور الفرد بمشاركته في الشئون العامة ,وبمسئوليته الشخصية عن مصير البلاد .
2.  الجمع الرشيد بين الجانبين المادي والمعنوي.
3. فكرة العدالة الاجتماعية :- التي تنعكس في تساوي كافة أعضاء المجتمع من حيث هم ملاك مشتركون للثروة العامة في التوزيع حسب العمل ,وفي تساوي الناس كلهم من حيث العمل كحق وواجب .
4. تضاد نمطي الحياة الاشتراكي والبرجوازي :- ففي مجتمع يسيطر فيه الرأسمالية يتمثل المبدأ الرئيسي للنشاط الحياتي في الركض وراء الربح والصراع من اجل البقاء وبالتالي ,في غلبة المصلحة المادية في صيغة الملكية الخاصة ,وهذا لا يعني أن الرأسمالية لا تساعد على نحو ثقافة المجتمع عامة ولكن ضرورة رفع مستوى ثقافة الفرد إذا كان الحديث يدور عن أبناء الأغلبية الكادحة ’تستوعب هنا .وبصورة رئيسية من الزاوية الاستهلاكية ,فالرأسمالية كمنظومة ,ليست ذات مصلحة في تنمية تحصيل الطبقة العاملة إلا بالقدر الذي تملية احتياجات الإنتاج .وهو ليس كالنظام الاشتراكي فالمستقبل هو لنمط الحياة الاشتراكي .










رائيــي الخـــاص :-
    يتضح من خلال قراءتنا للكتاب بتمعن أن الفلسفة الماركسية اللينينية (الاشتراكية العلمية) قد قامت بدراسة كاملة شاملة للمجتمع ولهذا فان أهم منطلقات هذه الفلسفة والتي لها علاقة بدراستنا عن أسس علم الاجتماع تتمثل في التالي :-
1. أن قولهم بالمادية وإنها هي التي تحدد العقل "الوعي" وان العالم في حالة من الحركة الدائمة والتطور المستمر ,بحيث أن كل الظواهر فيه تكون مترابطة ومتفاعلة مع بعضها البعض ,هو نفس تعريف دوركهايم للظاهرة الاجتماعية وكذا احد خواصها .
2. أن أسلوب الإنتاج هو الذي يحدد كل العمليات الاجتماعية والسياسية والفكرية وهذا بالضبط ما قلناه عن إن أنماط التفكير تختلف من منطقة إلى منطقة بسبب وجود فائض ريعي أو طبيعي أو قوت (قليل أو كثير).
3. أنهم وضحوا كيفية إدراك الإنسان للعالم الخارجي وادراكة لقوانين تطوره فهو يبدأ بذلك منذ اليوم الأول من حياته وان طريق المجتمع البشري في معرفته للعالم يذكر إلى حد ما , بطريق تطور معرفة الإنسان المفرد
4. انه قال بان مراحل المعرفة هي 1. الإدراك الحسي  2. التفكير المنطقي (المجرد ) وهذا يتوافق مع ما درسناه من حيث تطور مراحل نمط التفكير.
5.   انه قال بان القوى المنتجة والعلاقات الإنتاجية تمر بمراحل :
1.المجتمع البدائي 2. المجتمع العبودي  3. المجتمع الإقطاعي  4. الرأسمالية    وهذا قريب مما ذكرناه حول مراحل تطور الإنسان وما ذكره ابن خلدون عن الدورة فهي تمر بنفس المراحل تقريبا.
6. أشار إلى تأثير العوامل الجغرافية والمناطق على التطور الاجتماعي إلا أنة لم يؤكد علاقة هذه العوامل بتبدل النظام الاجتماعي .إلا إننا درسنا علاقة المناطق بنمط التفكير وتغيره
7.   أنهم تحدثوا عن دور فائض الريع في نشوء العلاقات الإقطاعية
8. أنهم اهتموا في وضع نظريتهم على الطبقة العاملة وهذا من الميزات التي جعلها تنتشر في العالم
نقـــاط مطــروحة للنقـــاش:-
1. أنهم ذهبوا إلى ما ذهبت إلية جماعة التنوير الفرنسية في نضالهم ضد الدين, إن جذور الدين تكمن في الجهل,ولذا فان مهمتهم هي تنوير الناس وقد نوة ماركس بان الانعكاس الديني للعالم لا يختفي إلا عندما تغدوا الحياة الاجتماعية عقلانية . وقالوا بان الدين ظاهرة اجتماعية وحادثة تاريخية عابرة وانه(الدين) أداه معوقة للعقل وأداة فكرية طبقية لاستغلال الطبقات المسحوقة .ولذا فالشيوعية ترى إزاحة دورة من المجتمع ككل .
2. أنهم قالوا بان أساس العالم هو مبدءا روحي (فكرة) وأنهم فسروا الطبيعة انطلاقا من المادة وأنهم اعتبروا أن الوعي أو العقل أو الآلة خالقا للطبيعة .
3. أنهم يدرسون ويطورن العلوم كلها على أساس أفكار الماركسية اللينينية وهذا هو السبب في أنهم نجحوا في نشر الفكر الشيوعي في العالم فماهو السبب في انهيارها؟
4. سمات الوعي الاشتراكي سمات رائعة لكن التساؤل ما هي علاقتها بالمبادئ الإسلامية .
5. أن أهمية الماركسية الاجتماعية تتضح من خلال أنها سلاح روحي بيد الطبقة العاملة بيد الجماهير الكادحة  لكن التساؤل هل أقرت بحقوق للبرجوازيين الأغنياء كالملكية وغير ذلك وهل هذا سبب في انهيارها ؟
وبهذا نجد أن النظرية الماركسية اللينينية يوجد بها معالم وأفكار ايجابية كما يوجد بها بعض القصور والتجاهل من جهة أخرى,والتساؤل هو عن الأفكار المهمة التي تكمل النظرية الماركسية اللينيينية وكيفية تطبيقها .
                                            

                                       والله ولي التوفيق ,,,


[1] مفهوم فلسفي ,يستخدم للدلالة على الطبيعة او المادة او العالم الخارجي ,مقابل الوعي او الفكر.

ليست هناك تعليقات: