بقلم :
أ.د عمرو معديكرب حسين الهمداني
رئيس المجلس العلمي للدار المحمدية الهمدانية للدراسات والأبحاث
أولاً: خلفية البحث وسياقه العلمي
ينتمي هذا المقال إلى
المدرسة الكلاسيكية في الدراسات الإسماعيلية التي ازدهرت في بدايات القرن العشرين،
وهي الفترة التي شهدت اكتشافات مهمة في المخطوطات وتراث الدعوة المستور في اليمن
والهند.
المقال يركّز على فئة من المؤلفين الإسماعيليين المغمورين الذين لم
تحظ أعمالهم بالتحقيق أو الذكر في المصادر المعروفة. وهذه زاوية بحثية حسّاسة لأن
التراث الإسماعيلي، بخلاف غيره من التراث الإسلامي، مرّ بمراحل طويلة من الكتمان،
والتقية، والانتقال الحذر بين مناطق الدعوة.
من هنا، تأتي أهمية المقال العلمية:
إنه يكشف للمرة
الأولى عدداً من المؤلفين الذين كانوا جزءًا من المنظومة الفكرية والدعوية
الإسماعيلية، لكنهّم ظلّوا خارج دائرة الضوء، إما لضياع كتبهم، أو لندرة تداولها،
أو لأن أعمالهم كانت ذات استخدام داخلي فقط.
ثانياً: منهجية البحث
يعتمد الباحث منهجاً مركّباً يجمع بين:
1. التحليل الببليوغرافي للمخطوطات
يقوم الكاتب بفحص
المخطوطات، تحديد مؤلفيها، مقارنة النسخ المتداولة، وتتبع نسب الأعمال إلى أصحابها
اعتمادًا على:
·
السجلات الداخلية
للدعوة
·
فهارس مكتبات الهند
واليمن
·
ما ذُكر في مؤلفات الدعاة
المتأخرين
2. مقارنة نصوصية (المقارنة النصية العقائدية)
يحلّل الباحث محتوى
الكتب المنسوبة إلى المؤلفين، لمطابقتها مع العقيدة التعليمية/الطيبية، ومع
الأدبيات المعروفة للدعوة الفاطمية، بما يساعد في تحديد الحقبة وطبقة المؤلف.
3. التحليل التاريخي لتطور الدعوة
يربط الباحث بين ظهور
هؤلاء المؤلفين وبين المراحل التنظيمية للدعوة الإسماعيلية، خاصة في اليمن (مرحلة
المستورين) وفي الهند (الدعوة المعليّة).
هذه المنهجية تمنح
الدراسة عمقاً قادراً على ملء فجوات مهمة في تاريخ التأليف الإسماعيلي.
ثالثاً: بنية المقال ومحتواه العلمي
على الرغم من أن
المقال ليس طويلاً، إلا أنه منظّم حول أربعة محاور أساسية:
1. التعريف بالمؤلفين المغمورين
يعرض الباحث أسماء
عدد من الكتّاب الذين لا تُذكر أسماؤهم عادة في كتب طبقات الدعاة مثل إدريس عماد
الدين، ومنهم كتّاب:
·
رسائل في التوحيد
·
كتب في الحدود
والدعوة
·
مؤلَّفات في التأويل
الباطني للقرآن
·
شروح فلسفية تتقاطع
مع رسائل إخوان الصفاء
ومع أن المقال لا
يذكر كل التفاصيل البيوغرافية، إلا أنه يكشف هوية هؤلاء المؤلفين من خلال آثارهم.
2. تحليل أعمالهم المخطوطة
يركز المقال على
الأعمال التي وصلتنا بطريقة غير مباشرة، ومن أبرز ملامح هذه الأعمال:
·
الكتابة التعليمية:
أسلوب يركّز على تربية المستجيب وتثبيته.
·
اللغة الرمزية:
استخدام كثيف للرموز والقياسات والمناظير الفلسفية.
·
هيكل الدعوة:
التأكيد على مفهوم "الحدود" وأدوارها.
·
التفسير الباطني:
قراءة عميقة للآيات والأحاديث من منظور باطني.
وهذه السمات تجعل هذه
الأعمال امتداداً طبيعياً للتراث الفاطمي.
3. تحديد مكانة المؤلفين في إطار الدعوة
يقدّم الكاتب محاولة
جريئة لتحديد:
·
المستوى العلمي
للمؤلفين
·
الطبقة الدعوية التي
ينتمون إليها (حجج، دعاة، مكاسر)
·
الفترة التاريخية
التي عاشوا فيها
وهنا يظهر التحليل
الدقيق للغة النصوص وطبيعتها، مما يضع هؤلاء المؤلفين ضمن شبكة فكرية متصلة
بالدعوة في فترات ازدهارها.
4. أثر أعمالهم على الفكر الإسماعيلي اللاحق
يسجّل المقال إشارات
مهمة إلى أن:
·
بعض الأفكار التي
تظهر في أعمال الدعاة المتأخرين تعود جذورها إلى هؤلاء المؤلفين المغمورين.
·
التأويلات الفلسفية
التي ظهرت لاحقاً في الهند واليمن تحمل آثار هذه النصوص الأولى.
·
فهم الحركة التعليمية
لا يكتمل دون دراسة هذه الأعمال.
رابعاً: الأهمية العلمية للمقال
يمتاز هذا البحث
بقيمة علمية واضحة لعدة أسباب:
1. الكشف عن طبقة مجهولة من المؤلفين
يعتبر المقال خطوة
أساسية في إعادة بناء التاريخ الفكري للدعوة، إذ يقدّم أسماء وأعمالاً كانت مفقودة
أو مجهولة، وهذا يمنح الباحثين مادة جديدة لدراسة:
·
تطور الفكر العقائدي
·
الحلقات المفقودة بين
الدعوة الفاطمية والدعوة الطيبية
·
انتقال الأفكار بين
اليمن والهند
2. دعم الدراسات المقارنة داخل التراث الإسماعيلي
يساعد المقال على فهم
الفروق بين:
·
نتاج الدعاة
الفاطميين
·
أعمال الدعاة
الطيبيين
·
الكتابات الفلسفية
العامة
ويمنح الباحثين بوصلة
نقدية لتحديد طبقات النصوص ومراحلها.
3. إضاءة تاريخية للمخطوطات
البحث يفتح الباب
أمام دراسات لاحقة للتحقيق، خاصة أن العديد من هذه الأعمال ما يزال مخطوطاً أو
حبيس مكتبات خاصة.
4. إبراز التنوع الداخلي للمدرسة الإسماعيلية
ليس التراث
الإسماعيلي كتلة واحدة، بل طبقات ومدارس.هذا المقال يسلّط
الضوء على "حلقات وسيطة" لم تكن معروفة، وهو ما يعمّق فهم الباحثين
للمدرسة التعليمية/الطيبية.
خامساً: تقييم أكاديمي
يمكن تلخيص قوة البحث
كما يلي:
الدقّة الوثائقية :يعتمد على مخطوطات موثوقة وعلى مقارنة
داخلية ثرية.
كشف أسماء وأعمال مجهولة : وهو ما يمنح المقال قيمة تأسيسية.
رؤية تحليلية تربط النصوص بسياقاتها: الكاتب لا يكتفي
بالوصف، بل يقدّم قراءة معمقة في خلفية المؤلفين الفكرية والدعوية.
نقطة تحتاج مزيداً من التوسع: لو أعيد تطوير هذا
البحث اليوم، لاحتاج إلى:
·
تحقيق نصوص المؤلفين
المذكورين
·
دراسة لغوية-فلسفية
لهذه الأعمال
·
تحديد دقيق للتأثير
بين هؤلاء المؤلفين ورسائل إخوان الصفاء
ومع ذلك، يبقى المقال
خطوة محورية في مسار الدراسات الإسماعيلية.
خلاصة القراءة التحليلية
المقال يُعدّ من
النصوص المرجعية التي تسد فجوة في تاريخ التأليف الإسماعيلي، لأنه يقدّم للمرة
الأولى قائمة نسبية بأسماء كتّاب مغمورين وأعمالهم، ويربطها بالسياق التنظيمي
والفكري للدعوة.
كما يفتح الطريق أمام الباحثين لفهم أعمق لطبقات النصوص، وتطور التأويل،
وامتدادات الفكر الفاطمي إلى اليمن والهند.
وفي هذا الصدد تعتزم مؤسـسة الهمداني الثقافية (الدار المحمدية الهمدانية للدراسات والأبحاث) في القريب إصدار ونشر الأعمال
التالية:
o كتاب عبارة البشارة
o كتاب معاصم الهدى
o كتاب مجالس النصح والبيان
جاء هذا المنشور بعد مجموعة من البرامج والمشاريع الثقافية والعلمية
في إطار مبادرة
الحق في المواطنة المتساوية -الإسماعيليون في اليمن:
· (إصدار منشورات أخرى )كتاب الصليحيون
والحركة الفاطمية في اليمن, وكتاب
الزينة في الكلمات الإسلامية العربية , بحث
تاريخي في رسائل إخوان الصفاء وعقائد الإسماعيلية فيها, كتاب
تحفة القلوب وفرجة المكروب ,كتاب
تنبيه الغافلين ,كتاب
العلامة حسين بن فيض الله الهمداني(حياته-فكره-نضاله),كتاب
الديوان, مجموع
رسائل الذؤيب[1] ,الرسالة
المفيدة في إيضاح ملغز القصيدة,مجموع
مؤلفات الداعي إبراهيم بن الحسين الحامدي[1]؛ الرسالة
الحاتمية في الرد على بعض المارقين؛مجموع
رسائل الداعي الحسين بن علي بن محمد بن الوليد الانف[1]؛ أجوبة القاضي النعمان بن محمد؛ كتاب الفترات
والقرانات العشرة [الجفر الأسود]ُ؛كتاب مختصر الأصول وزبدة المحصول؛ كتاب المنصوص
في اعتقاد الخصوص؛ رسالة غاية الأجسام؛كتاب غاية المواليد؛ كتاب منيرة البصائر؛
رسالة النفس؛ رسالة في بيان إعجاز القرآن؛ كتاب النعيم؛ كتاب مصباح الشريعة؛ كتاب مفاتيح النعمة,
كتاب تأويل الزكاة ,كتاب سلسلة أعلام الاسماعيلية [1] , كتاب رؤية الهلال بين
التأويل والظاهر, كتاب الاخبار في الفقه مج1؛ كتاب مختصر الآثار مج1, كتاب مختصر
الآثار مج2, الرسالة المكنونة, كتاب تسع وتسعون مسألة في الحقائق, كتاب المجالس
الحاتمية الصغيرة, كتاب مفاتيح الكنوز, رسالة نهج العبادة, كتاب المنتخبة في الفقه
ج1, كتاب المنتخبة في الفقه ج2,رسالة النقد على أهل المخاط؛ رسالة الإحسان في خلق
الإنسان، رحلتي على طريق العشق الحسيني؛ رحلتي الى بلاد الهند؛ كتاب الشموس
الزاهرة؛ رحلتي على طريق العشق الحسيني (البحث عن الذات)؛الدكتور حسين فيض الله
الهمداني رائد الدراسات الإسماعيلية (الفاطمية) الحديثة، كتاب الاخبار في الفقه
ج2؛ كتاب الطهارة؛ كتاب الهمدانيون ودورهم في توثيق التراث الفاطمي الإسماعيلي ؛
سيرة ومسيرة -محطات في حياة المؤرخ الهمداني.
· (تنظيم مؤتمر
الحق في المواطنة المتساوية) المنعقد في إبريل عام 2012م
· (تنظيم
إحتفالية تدشين كتاب تنبيه الغافلين...ومجموعة إصدارات العلامة الهمداني) المنعقد في صنعاء بتاريخ 6/مارس/2013م
· (مساندة المؤتمر
العلمي الدولي الخامس لزيارة الأربعين)
المنعقد في 10-11/سبتمبر/ 2021م في كربلاء المقدسة.
· (مساندة المؤتمر
العلمي الدولي السادس لزيارة الأربعين) المنعقد
في سبتمبر/ 2022م في كربلاء المقدسة.
· (مساندة المؤتمر
العلمي الدولي السابع لزيارة الأربعين)
المنعقد في سبتمبر/ 2023م في كربلاء المقدسة.
· (تنفيذ ودعم مجموعه دراسات وأبحاث في مجالات
متعددة من المبادرة)
· حفظ وتوثيق التراث الفاطمي الإسماعيلي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق